الخميس، 13 ديسمبر 2012

حق الطفل في اللعب من منظور التربية الإسلامية


بسم الله الرحمن الرحيم


        المملكة العربية السعودية
             وزارة التعليم العالي
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
          كلية الدعوة وأصول الدين
                 قسم التربية
برنامج الدكتوراه المسائي

حق الطفل في اللعب من منظور التربية الإسلامية
 إعداد :
 عبدالرحمن بن حمود الغامدي          
مقدم لسعادة  الدكتور :
عبدالله عبدالحميد
الفصل الدراسي الأول
لعام 1433 / 1434 هـ

---------------------------------------------------------






مقدمة
الحمد لله رب العالمين  والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
خلق الله جلّ وعلا الإنسان وكرمه (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) الإسراء،70.
ووضعه له منهاجا واضحا يحفظ له حقوقه من المهد إلى اللحد "أن الإسلام قد أعطى أصناف الناس حقوقهم ، فلم يترك صنفاً منهم -مؤمناً أو كافراً ، رجلاً أو امرأة ، أو صغيراً أو كبيراً ، أو حياً أو ميتاً- إلا وجاءت نصوص القرآن ببيان حقه ، وفصلت السنة النبوية ذلك وبيّنته بجلاء ، مما لم يوجد في غير دين الإسلام"[1]
فقد رعى  الشرع الحكيم الإنسان في كل مراحله ومنها مرحلة الطفولة  وهي المرحلة الأولى من مراحل عمر الإنسان فهي أولى بالرعاية والاهتمام لضعف الطفل وشدة حاجته للرعاية ولأن أطفال اليوم هم رجال المستقبل فقد "أعطاهم التشريع الإسلامي عناية كبيرة ، وخصهم بجانب عظيم من الاهتمام ، فشرعت كثيرا من أحكام الطفولة ، ووضعت الشريعة الإسلامية للطفل أحكاما منذ تدب فيه الحياة إلى أن يشب ويترعرع وكل ذلك في سبيل خير المجتمع وصيانة الأفراد"[2]أحكاما تحفظ حقوقه كاملة وتؤمن له عيشة طيبة ومباركة.
وللطفل حقوق كثيرة حفظها له الشرع ووضحها علماء الإسلام تشمل جميع جوانب حياته ، ومنها حقه في الترويح واللعب لما لذلك من أثر على الطفل" فإن الطفل الذي يحب المرح , ويميل إلى اللعب مع الأصدقاء والزملاء ,يكون في وضعية نفسية أفضل من الطفل الهادئ أو المنعزل أو الذي يظهر قدرا زائد من الجدية" كما أن اللعب وهو نافذة الطفل على العالم ومن خلاله تبنى وتطهر شخصيته .
والتربية الإسلامية وهي التربية التي تستمد منهجها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أولت الطفل كل الرعاية والاهتمام ونصت على وجوب حفظ حقوقه كاملة ومنها حقه في اللعب .



موضوع  الدراسة
   رغم أهمية مرحلة الطفولة كمرحلة تأسيس وبنيان إلا أن المتابع يلحظ قصورا في فهم حقوق الطفل بشكل عام إذ" يتعرض عدد كبير من الأطفال في مختلف أنحاء العالم إلى مخاطر تعوق نموهم ، وتزيد من معاناتهم ، بسب أعمال العنف والتمييز التي يتعرضون لها ، وكثيرا ما يكون الأطفال ضحايا الإهمال والقسوة والاستغلال "[3] ويزداد الأمر تعقيدا عند البعض في قبول فكرة حق الطفل في اللعب فبين إفراط وتفريط ‘ فرغم التطور الحضاري الكبير ، إلا أن بعض الناس لايزال يعتقد أن لعب الطفل مضيعة للوقت أو ترف يمكن الاستغناء عنه . وللأسف تجد من ينتمي لهذا الدين العظيم وتريته الشاملة الكاملة  ومع  ذلك لا يؤمن بهذا الحق للطفل.
أسئلة الدراسة
-  ما حق الطفل في اللعب من منظور التربية الإسلامية؟
ويتفرع منه الأسئلة التالية:
ما مفهوم الطفولة وما أهم خصائصها؟
ما مفهوم الحقوق وماهي حقوق الطفل في الإسلام؟
ما خصائص ووظائف اللعب ؟ 
أهداف الدراسة
-  التعرف على معنى وخصائص الطفولة .
-  التعرف على معنى الحقوق ، وعلى حقوق الطفل في الإسلام.
-  التعرف على أهمية  اللعب في تكوين شخصية الطفل.
-  التعرف على حق الطفل في اللعب من منظور  التربية الإسلامية.
أهمية الدراسة
-  تبرز أهمية هذه الدراسة من أهمية التربية الإسلامية  كتربية شاملة ومتكاملة ترعى الإنسان في صغره وكبره ، وتوجهه التوجيه السليم.
-  تتحدث الدراسة عن الطفل وهذه المرحلة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان "وتعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل في نظر التربية إذ تشكل من خلالها شخصية الفرد حيث تكون فيها النفس القابلة للتعلم ورسوخ الأثر ، فهي كالصفحة البيضاء يظهر فيها كل ماينقش أو يكتب ، فلا غرابة أن تكون العناية بهذه المرحلة والتسليم بأثرها وخطورتها من المبادئ التربوية العميقة في كافة المجتمعات الإنسانية " [4]
-  تسلط الضوء على حقوق الإنسان  بشكل عام وحق الطفل بشكل خاص ،  "ولا شك أن دراسة قضية "حقوق الإنسان" مهمة للغاية لأن الشريعة الإسلامية قد راعت حقوق الإنسان أفضل مراعاة ، وسبقت بذلك القوانين الدولية والأنظمة الوضعية" [5]
-  تتحدث الدراسة عن حق الطفل في اللعب و اللعب تعبير حر تلقائي في العملية التربوية , يساعد على التكيف و الاندماج الاجتماعي ، و يساهم في تكوين شخصية الطفل "فاللعب يكسب صاحبه الكثير من الخبرات التي تحسن المحاكمة العقلية لدية , فالطفل الذي يشارك في لعبة جماعية , يتعلم احترام  القواعد المشتركة للعبة, كما يتعلم كيف يمتص أخطاء الاخرين بروح رياضية ويتعلم التكيف إلى جانب محاولة التعبير عن السلوك الشخصي وفق منطق مقبول , ومن هنا ندرك معنى ما أثر عنه صلى الله عليه وسلم من ممازحة الأطفال وملاعبتهم "[6] .
مصطلحات الدراسة
حقوق الطفل : يعرف الطراونة حقوق الطفل بأنها: "عبارة عن مجموعة حقوق فردية وشخصية للطفل تركز على صفة حاملها بوصفه طفلا وإنسانا في حاجة إلى رعاية وعناية" [7]
الطفل : "المرحلة العمرية من الحياة التي يقضيها صغار بني الإنسان (ذكورا وإناثا) من الميلاد حتى البلوغ ، ويحتاج الطفل إلى رعاية واهتمام ‘.لعجزه وقصوره عن القيام بشؤون نفسه"[8]
اللعب : يعرفه فروبل : "النشاط الروحي النقي للإنسان فهو يشتمل على منابع الخير ، وعرفة سوزانا : بانه نشاط سلوكي هام يقوم بدور رئيس في تكوين شخصيته الفرد وتأكيد تراث الجماعة أحيانا   ، وهو ظاهرة سلوكية في الكائنات الحية "[9]
التربية الإسلامية : "تنمية جميع جوانب الشخصية الإسلامية الفكرية والعاطفية والجسدية والاجتماعية ، وتنظيم سلوكها على أسس من مبادئ الإسلام وتعاليمه ، بغرض تحقيق أهداف الإسلام في شتى مجالات الحياة "[10]
الدراسات السابقة
لم يجد الباحث دراسة تناولت حق الطفل في اللعب  وجل الدراسات تحدثت الطفل وحقوقه التعليمية أو الصحية ، ودراسات قارنت بين حقوق الطفل في الإسلام والقوانين الوضعية  لذا سيكتفي الباحث بدراستين لها علاقة بجزء بسيط من هذه الدراسة وهي:
الدراسة الأولى :
(حقوق الطفل ورعايته في الإسلام وفي دولة السويد ) وهي دراسة تقدمت بها الطالبة : فاطمة بنت فرج بن فرحان العتيبي   إلى قسم التربية الإسلامية بجامعة أم القرى لنيل درجة الماجستير ( 1429هـ)
أهداف الرسالة :
1-التعرف على الطفولة وعلى مراحلها وخصائصها واحتياجاتها.
2-التعرف على مفهوم حقوق الطفل ومراحل تطورها عبر التاريخ البشري .
3-التعرف على حقوق في الإسلام.
4-التعرف على حقوق الطفل في دولة السويد.
وتضمن الدراسة الفصول التالية :
الفصل الأول : الإطار العام للدراسة .
الفصل الثاني : الطفولة مفهومها ، خصائصها ، احتياجاتها.
الفصل الثالث : حقوق الطفل مفهومها، ومراحل تطويرها عبر التاريخ البشري.
الفصل الرابع : حقوق الطفل في الإسلام.
الفصل الخامس : حقوق الطفل في السويد.
الفصل السادس : خاتمة الدراسة .
نتائج الدراسة :
1-أن الشريعة الإسلامية كان لها قصب السبق على كافة التشريعات والقوانين الوضعية في اهتمامها بالطفل وتقرير حقوقه منذ مايزيد عن أربعة عشر قرنا .
2-أن حقوق الطفل في الإسلام تنطوي على حقوق أكثر عمقا وشمولا مما هي عليه في المواثيق والقوانين الوضعية .
3-إن مصدر حقوق الطفل في الإسلام يكسبها قدسية إلزامية في تطبيقها ، حيث لم تقف عند كونها مواعظ ، وإنما جعلت منها واجبات بخلاف حقوق الطفل في التشريعات الوضعية .
الدراسة الثانية :
(حقوق الطفل التعليمية والصحية وحق الحماية من سوء المعاملة والاستغلال) وهي دراسة تقدمت بها الطالبة : شفاء محمد أحمد القاضي. إلى قسم التربية الإسلامية بجامعة أم القرى لنيل درجة الماجستير (1428/1429هـ)
أهداف الدراسة :
1-التعرف على حقوق الطفل : مفهومها ، خصائصها.
2-تأصيل حقوق الطفل في المواثيق الدولية تأصيلا إسلاميا.
3-النعرف على الوضع الصحي والتعليمي للطفل مشكلاته ، مظاهرها وأسبابها وطرق علاجها.
4-التعرف على واقع المعاملة التي يتعرض لها الطفل واستغلال ، مشكلاتها مظاهرها وأسبابها وطرق علاجها.
اشتملت الدراسة على الفصول التالية:
الفصل الأول : ويتضمن التعريف بموضوع الدراسة واسئلنها زاهميتها واهدافها ومنهجها وحدود ومصطلحاتها.
الفصل الثاني : مدخل الى حقوق الطفل.
الفصل الثالث: حقوق الطفل في الاسلام والقانون الدولي
الفصل الخامس ك حقوق الطفل الصحية .
الفصل السادس : حق الحماية من سوء المعاملة والاستغلال.
خاتمة الدراسة : وبها النتائج والتوصيات.
نتائج الدراسة:
من أبر نتائج الدراسة :
1-         حيوية موضوع حقوق الطفل وأهميته القصوى لمستقبل الطفل والعالم.
2-         رغم الاهتمام العالمي بحقوق الطفل إلا أن الطفل مازال يعاني من انتهكات لحقوقه على مستويات عدة.
3-         عدم وجود آليات تنفيذية وقوانين ملزمة تضمن للطفل حقه .
4-         ضعف تطبيق الاتفاقيات الدولية ، وعدم وجود جزاءات لردع التلاعب بحقوق الطفل.
5-         رغم ضمان الإسلام حقوق الطفل وكفالته لها إلا أن ذلك ليس جليا في حياة الطفل المسلم اليوم.
الفرق بين الدراستين السابقتين وهذه الدراسة :
تناولت دراسة (الغبان) فضائل مكة المكرمة الواردة في السُّنة النبوية بينما تناولت دراسة (منديلي ) الدور التربوي للمسجد الحرام وكل واحدة منهما تحدثت عن جانب يتعلق بتعظيم البلد الحرام وتناولت دراسة (وسيم) الأساليب التربوية لتعظيم البلد الحرام لطلاب المرحلة الثانوية بالعاصمة المقدسة من خلال الأنشطة غير الصفية بينما هذه الدراسة ستركزعلى قياس مدى وعي طلاب المرحلة الثانوية بمكة المكرمة بقيم تعظيم البلد الحرام مما يسهل بعد ذلك وضع برامج عملية تساهم في تعظيم البلد الحرام خاصة في ظل ضعف التمسك بهذه القيم ، ولقلة  الدراسات التتربوية المموجة لفئة الشباب .
منهج الدراسة
استخدم الباحث المنهج الوصفي والذي يعرف بأنه "دراسة الواقع أو الظاهر كما توجد في الواقع ، ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ، ويعبر عنها تعبيرا كافيا أو تعبيرا كميا ، فالتعبير الكيفي يصف لنا الظاهرة أو حجمها ودرجة ارتباطها مع الظواهر المختلفة الأخرى" [11] . وتم تطبيق المنهج الوصفي في هذه الدراسة من خلال التعرف على نظرة التربية الإسلامية لحق الطفل في اللعب.



(المبحث الثاني )
الطفولة المفهوم والأهمية والخصائص

- مفهوم الطفولة
- تعريف الطفولة
- مدة الطفولة
- أهمية مرحلة الطفولة
- خصائص الطفولة

 




























مفهوم الطفولة
الطفل لغة : "من الفعل الثلاثي طفل ، والطفل : هو النبات الرخص ، والرخص الناعم والجمع طفال وطفول .
والطفل والطفلة : الصغيران
والصبي يدعى طفلاً حين يسقم من بطن أمه إلى أن يحتلم"[12]
وجاء في المعجم الوسيط :[13]
الطفل : الرخص الناعم الرقيق والطفل المولود مادام ناعماً رخصاً ، والجميع طفولة وطفال  
وفي التنزيل العزيز : { وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا } النور 59، وقال تعالى : { ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا } الحج،5 ،. { أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ } النور ، 31.
وهو الولد حتى البلوغ .
التعريف الاصطلاحي:
الطفل في التربية : يطلق على الولد والبنت حتى سن البلوغ[14]
ويعرف الشيباني الطفولة : بأنها المرحلة العمرية الممتدة من الولادة حتى سن البلوغ[15]
وتعرفها العتيبي بأنها "المرحلة العمرية من الحياة التي يقضيها صغار بني الإنسان (ذكورا وإناثا) من الميلاد حتى البلوغ ، ويحتاج الطفل إلى رعاية واهتمام ‘.لعجزه وقصوره عن القيام بشؤون نفسه"[16]
الطفل : "هو عالم من المجاهيل المعقدة كعالم البحار الواسع الذي كلما خاصة الباحثون ، كلما وجدو فيه كنوزاً وحقائق علمية جديدة . لازالت مخفية عنهم وذلك لضعف وضيق أدراكهم المدود من جهة ، واتساع نطاق هذا العالم من جهة اخرى" [17]


مدة الطفولة
  تعددت أقوال العلماء حول مدة مرحلة الطفولة  فمن قائل:"  الطفولة تمتد سنوات لاتقل عن اثني عشر سنة ، كما أن الطفولة البشرية تزداد بازدياد التقدم البشري "[18]
 وفريق آخر يقول : "الطفولة : المرحلة من الميلاد إلى البلوغ" [19]
وقال آخرون "الطفولة هي المرحلة التي تبدأ بعد سن الثانية ، أي بعد مرحلة الرضع وتستمر حتى سن الثانية عشرة.
الطفولة هي المرحلة التي تبدأ منذ الولادة وحتى بلوغ سن الثالثة عشرة.
الطفولة هي المرحلة التي تبدأ منذ الولادة وتستمر حتى سن الثانية عشر"[20]
"أما العمر الذي حددته الشريعة الإسلامية لمرحلة الطفولة فتمتد من الولادة حتى الخامسة عشر باعتبار الطفل حتى هذا العمر يكون غير مكتمل التمييز والإدراك ، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز من بلغ الخامسة عشرة في الجهاد ولم يجزّ من هو أقل من ذلك وهذا دليل على أن بلوغ الخامسة عشرة هو نهاية الطفولة وبداية الشباب والمسؤولية"[21]
"ومرحلة الطفولة من أهم مراحل التكوين ونمو الشخصية ، وهي مجال إعداد وتدريب للطفل للقيام بالدور المطلوب منه في الحياة ، ولما كانت وظيفة الإنسان هي أكبر وظيفة ودوره في الأرض هو أكبر واضخم دور ن اقتضت طفولته مدة أطول ، ليحسن إعداده وتربيته للمستقبل ومن هنا كانت حاجة الطفل شديدة لملازمة ابوية في هذه المرحلة من مراحل تكوينه "[22]
أهمية مرحلة الطفولة
مرحلة الطفولة مرحلة مهمة جدا في حياة الإنسان "ذلك لأنه في مرحلة الطفولة توضع البذور الأولى لشخصية الطفل ، ومن خلالها يتكوم الإطار العام لشخصيته . ففيها يتم تكوين البناء الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي "[23]    
"ومما يدل ايضا على أهمية مرحلة الطفولة اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالأطفال فتراه يعلمهم تارة ، ويلاعبهم تارة ، ويداعبهم تارة أخرى ، ومن هذه الصور المضيئة تتجلى رحمته صلى الله عليه وسلم بالأطفال "[24]فقد وردعن أنس رضي الله عنه أنه قال : " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مَعَ أُمِّهِ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَقْرَأُ بِالسُّورَةِ الْخَفِيفَةِ، أَوْ بِالسُّورَةِ الْقَصِيرَةِ "[25]
كما جاءت صور من حرص السلف على تربية الطفل, وهذا مما يدل على أهمية هذه المرحلة عند السلف :
 فمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان يجل البنات الصغيرات ويحبهن , فقد ذكر أن عمرو بن العاص دخل عليه وبين يديه ابنته عائشة فقال : "من هذه يا معاوية ؟ : فقال هذه تفاحة القلب ! فقال : انبذها عنك . فوالله إنهن ليلدن الأعداء , ويقربن العداء , ويورثن الضغائن . قال : لاتقل ذاك ياعمرو فوالله ما مرض المرضى ولاندب الموتى , ولا أعان على الأحزان مثلهن , ورب ابن اخت قد نفع خاله " [26]
_ وكان خلفاء بني أمية من أشد الناس حرصا على تأديب أولادهم , وقد برزت بعض الوصايا التربوية من أعلامهم , فهذا عبد الملك بن مروان قال لمؤدب ولده : " علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن , وجنبهم السفلة فإنهم أسوأ الناس رعية وأقلهم أدبا , وجنبهم الحشم فإنهم لهم مفسدة , وأحف شعورهم تغلظ رقابهم , وأطعمهم اللحم يقووا , علمهم الشعر يمجدوا ويجدا , ومرهم أن يستاكوا عرضا ويمصوا الماء مصا ولا يعبوه عبا , واذا احتجت إلى أن تتناولهم  بأدب فليكن ذلك في ستر لا يعلم به احد من الغاشية فيهونوا عليه "[27]
  ولتأكيد أهمية هذه المرحلة من عمر الأنسان , نجد إثراء المفكرين المسلمين بآرائهم ومؤلفاتهم الشي الكثير فهذا ابن قيم الجوزية رحمه الله يضع مصنفا كاملا في بيان أحكام المولود , كما في كتابه ( تحف المودود بأحكام المولود ) , ومن المؤلفات : كتاب ( سياسة الصبيان وتدبيرهم ) لابن الجزار , تكلم فيه عن التربية الصحية للأطفال وكذا ابن سينا , في كتابه (السياسة ) , حيث تكلم عن تدبير الطفل منذ ولادته إلى أن يبلغ اشده , وكذا رسالة أبي حامد الغزالي المشهورة ( أيها الولد ) , وغيرها من المؤلفات .
  لقد حرصت التربية الاسلامية على هذا كله " لأن الأطفال هم عماد الأمة , وأملها المتجدد , إذ من مجموعهم سيكون العلماء , والأدباء , والمهندسون , والصناع , والزراع , ورجال الفكر والسياسة , وأصحاب القرار في المجتمع , فهم بالجملة القوة البشرية التي سيكون على أكتافها بناء المستقبل الحضاري للأمة في مختلف نواحي الحياة , فبقدر ما يكون هذا الأساس صلبا قويا سليما , سيكون البناء , لأن أصعب وأخطر مراحل البناء هي مرحلة التأسيس " [28]
 وخلاصة ما سبق فأهمية مرحلة الطفولة تنبع من عدة جوانب :[29]
الأول : طول هذه المرحلة عند جنس البشر :
   فإن مرحلة الطفولة تعتبر طويلة نسبيا إذ تشكل ما يقرب من خمس متوسط عمر الإنسان , إذا كان عمره ستين سنه , وهذا العمر الافتراضي للإنسان لم نسان لم يأت من فراغ ولكنه بناء على حديث صحيح فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعمار أمتي ما بين التين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك " [30]

الثاني : قابلية هذه المرحلة للتكوين والتوجيه والبناء :
إن مرحلة الطفولة من أخصب المراحل العمرية للإنسان يمكن للمربي من خلالها أن يغرس المبادئ القويمة والتوجيهات السليمة إذ الفرصة متاحة لنقش مايريد في نفوسهم
 فالفطرة سليمة والقلوب لم تلوث بأدران الفسوق والعصيان , يقول أبو حامد الغزالي عن قابلية الطفل للتوجيه والإرشاد : " وهو قابل لكل ما نقش ومائل إلى كل ما يمال به إليه , فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة " [31] 
الثالث : النسبة العالية لعدد الأطفال بين السكان :
إن فئة الأطفال تشكل قسما هاما من الموارد البشرية ذلك أنها تحتل " نسبة كبيرة في الهرم السكاني لأي مجتمع من المجتمعات , وتكاد تشكل نسبتها حوالي 50% من أفراد المجتمعات النامية , التي تتصف بازدياد متسارع في عدد السكان " [32] , مما يوضح لنا أهمية هذه المرحلة وعظيم دور المربين في إعدادها الإعداد الصحيح الذي يجعلها قادرة على العطاء والإنتاج بشكل فاعل في المستقبل .
إن ما سبق يؤكد أهمية   مرحلة الطفولة , ويمكن القول حينئذ " إن أية محاولة للنهوض بالتربية وتطورها أو إصلاحها لا تبدأ بمرحلة الطفولة هي محاولة تسير نحو قدر الإخفاق , وقد نكون مبالغين إذا قلنا بأن الاخفاقات التي تعاقبت وتتابعت في مشاريع النهضة التربوية والإصلاح التربوي في الوطن العربي قد أخفقت لأنها انطلقت من المكان الخطأ والعنوان الخطأ ولأنها في نهاية الأمر لم تنطلق من الطفولة بوصفها العمق الاستراتيجي للإصلاح والتطوير في التربية المجتمع في آن واحد " [33]







(المبحث الثالث)

حقوق الطفل المفهوم والخصائص

- مفهوم الحقوق
- تعريف الحقوق
-حقوق الطفل
- الخصائص العامة لحقوق الطفل
- حقوق الطفل في الإسلام

 




















   حقوق الإنسان بشكل عام شهدت اهتماما دوليا في العصر الحديث وإن كانت بالنسبة لنا كمسلين هي من مسلمات شرعنا الحنيف ، وضمنا تدخل حقوق الطفل ضمن حقوق الإنسان بشكل عام
معنى الحق في اللغة :
الحق لغة : "الحاء والقاف أصل واحد، وهو يدل على إحكام الشيء وصحته، وهو نقيض الباطل، وجمعه حقوق وحقاق ،وحق الشيء وجب"[34] قال الجوهري : "الحق: خلاف الباطل ، والحق: واحد الحقوق "[35] .   
إذاً فالحقوق جمع حق ، والحق له إطلاقات عديدة في اللغة ، منها ما ذكره الفيروز آبادي حيث قال : " الحق: من أسماء الله تعالى أو صفاته ، والقرآن ، وضد الباطل ، والأمر المقضي ، والعدل ، والإسلام ، والمال ، والملك ، والموجود الثابت ، والصدق ، والموت ، والحزم ، وواحد الحقوق .  والحَقَّةُ أخصُ منه وحقيقة الأمر .  وقولهم: عند حقِّ لقاحها ويكسر أي حين ثبت ذلك فيها "[36].
وقال الفيومي : " الحق: خلاف الباطل ، وهو مصدر حق الشيء من بابي ضرب وقتل إذا وجب وثبت ، ولهذا يقال لمرافق الدار حقوقها ...  وفلان حقيق بكذا بمعنى خليق وهو مأخوذ من الحق الثابت "[37] .
معنى الحق اصطلاحاً :
تطلق "الحقوق" اصطلاحاً على معان عدة ، وباعتبارات مختلفة ، وترجع تلك الإطلاقات إلى معنيين أساسين :
1)                 "المعنى الأول باعتبار مادتها فتكون هي: مجموعة القواعد والنصوص التشريعية التي تنظم على سبيل الإلزام علائق الناس من حيث الأشخاص والأموال"[38].
2)                 "المعنى الثاني باعتبار أثرها ومن تجب له ، فتكون هي: المطلب الذي يجب لأحد على غيره"[39].   
وقد عرف "الحق بمعناه العام بأنه : اختصاص يقرر به الشرع سلطة أو تكليفاً".[40]
قال الجرجاني : " الحق في اللغة هو الثابت الذي لا يسوغ إنكاره ، وفي اصطلاح أهل المعاني هو الحكم المطابق للواقع .  يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب باعتبار اشتمالها على ذلك " [41].
مفهوم حقوق الإنسان في القوانين الوضعية
يذكر (عبدالكافي) "أن حقوق الإنسان حسب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هي تلك الحقوق المشتركة بين الناس لا يستأثر بها أحد على سبيل الاستئثار والانفراد ، وبذلك فهي لا تتفق مع المعنى الاصطلاحي الدقيق للحقوق ، إلا أنها في نفس الوقت تعطي للأفراد سلطات معينة ، يسبغ عليها القانون حمايته من أي اعتداء يقع عليها" [42]
"كما يمكن توضيح هذا المفهوم على أنها حقوق كافة الأفراد بغض النظر عن الجنس، والعرق، واللون، واللغة، والأصل، والوطن، والعمر، والطبقة الاجتماعية، أو المعتقدات السياسية أو الدينية بالنسبة للحريات الأساسية والجوهرية وتمتاز حقوق الإنسان بأنها عالمية، ثابتة، غير قابلة للتجزئة، ومترابطة مع بعضها ، وليس لكل شخص حقوق فحسب، بل عليه مسئولية احترام حقوق الآخرين" [43]
مفهوم حقوق الإنسان في الإسلام :
"خلق الله جل في علاه الإنسان وكرمه وشرع له الشرائع التي تحفظ حقوقه الفردية والجماعية "أن حقوق الإنسان المهددة اليوم والتي يدعو الجميع إلى حمايتها ورعايتها ، قد أقرّها الإسلام منذ أربعة عشر قرناً ، فسبق بها سبقاً بعيداً عما قال به القرن الثامن عشر الذي عُدّ قرن حقوق الإنسان" [44]
ليتضح لنا أن مفهوم الإسلام للحقوق الإنسان رباني المصدر وشامل لكل البشر يوازن بين الحقوق والواجبات يحفظ الفرد والمجتمع ، وهذا مالا تستطيع الدساتير الوضعية تحقيقه رغم بعض الإنجازات الناجحة لها.

للطفل حقوق تستمد من الحقوق الكاملة للإنسان فلابد معرفة معنى حقوق الطفل :
حقوق الطفل
يعرف الطراونة حقوق الطفل بأنها: "عبارة عن مجموعة حقوق فردية وشخصية للطفل تركز على صفة حاملها بوصفه طفلا وإنسانا في حاجة إلى رعاية وعناية" [45]
ويعرف سويلم حق الطفل بأنه : "حظه ونصيبه الذي فرض له ، وما كفلته له الشريعة الإسلامية من حاجات ضرورية تضمن له شخصية سوية متكاملة "[46] وهذا التعريف خاص بالطفل المسلم .

الخصائص العامة لحقوق الطفل[47]
أولا : أن حقوق الطفل لا يقابلها واجبات عليه :
يمكن تسمية حقوق الطفل بالحقوق المطلقة ، فهي حقوق يتميز بها الطفل ، فحقوق الرضاعة والحضانة والنفقة حقوق ينفرد بها الطفل لا يترتب عليها واجبات عليه .
ثانيا : أن ممارسة الطفل لحقوقه تتميز بوضع خاص بالقياس إلى غيره من الكبار:
إن ممارسة الحق تبدأ بطلبه والسعي إليه ثم استعماله ، والانتفاع بمضمونه،
         والمحافظة عليه ، وليس هكذا حال الطفل ، فهو لايستطيع يطلب أو يسعى
         أويحافظ على حقه فيتولى ذلك عنه وليه .
ثالثا : أن حقوق الطفل مما لا يجوز التنازل عنها:
خلال مرحلة  الطفولة تظل حقوق الطفل تحت وصاية وليّه أو وصيه وفي حماية
 الدولة ، ومن ثم لايجوز لوليّه أو وصيه أن يتنازل عن حق من حقوق الطفل ،
 وكل تنازل أو تفريط في حقوقه يعتبر مخالفا للنظام العام الذي جعل جزاء
ذلك سلب الولاية من الوليّ إن كان في ذلك إضرار بالطفل .‘حماية له من الضرر.
رابعا: أن حقوق الطفل تتسم بازدواج وتعدد المصالح التي تتعلق بها :
إن كل حق تتعلق به مصلحة ذاتية أو شخصية كانت المصلحة اجتماعية أو
 اقتصادية أو سياسية .
أما الحق بالنسبة للطفل فهو يتَسم –في أغلب الحالات –بازدواج المصلحة أو
تعددها في حقوقه العامة أو الخاصة ‘ فمثلا حق الجنسية نجد أن المصلحة
 يتقاسمها ثلاثة أطراف : الطفل ، والأب ، والدولة ،فالأب من مصلحته أن
ينسب طفله إلى وطنه .
تبقى الإشارة إلى أن الخصائص الأربعة التي تتميز بها حقوق الطفل مرتبطة وتساند بعضها البعض ، فكلها خصائص متكاملة يؤدي كل منها إلى تحقيق الغاية من الآخر بصورة مترابطة[48]
حقوق الطفل في الإسلام
  عنيت الشيعة الإسلامية بالأسرة حيث كانت خير مرشد لكل من الرجل والمرآة في حسن اختياره للآخر لتكفل لها حياة مستقرة وبناء الأسرة على المودة والرحمة قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)الروم-21 وهي بذلك انها تهيئ الأجواء المناسبة للذري لينشأ الطفل بين أبويه ينعم بحبهما ورعايتهما .

"وإن كانت هذه الشريعة عنيت بالطفل وهو جنين في بطن أمه ، فرتبت له حقوقاً ، وعملت على حمايته والمحافظة عليه فقد أولته مزيداً من العناية والاهتمام بعد ولادته ، وخروجه إلى الدنيا فمنحته حقوقاً أخرى كثيرة تحقق بها مصالحه وتكفل له العبش الكريم"[49]
"ولم يكن هذا الاهتمام نابعاً من الاهتمام بالطفل فحسب ، بل إنه يتمثل تكريم المولى لكينونة الإنسانية في كل مراحلها وما مرحلة الطفولة إلا جزء من رحلة ا  لإنسان الشاقة في الحياة "[50]
" لقد جاء الإسلام ونظم أمور الإنسان في علاقته بربه ونفسه ، وعلاقته بالأخرين من بني جنسه ، كما قرر المبادئ الخاصة بالحقوق الإنسانية , وأثبت للإنسان حقوقاً ومصالح ومنافع لم يبلغها في أي قانون أو شريعة أخرى" [51]

ومن هنا يمكن القول بأن موقف الشريعة الإسلامية من قضية الحقوق الإنسانية كان بمثابة فتح جديد في تاريخ البشرية ، "إذ لم تعرف الحقوق بشكل صادق وعملي إلا بظهور الإسلام ، وبموجب نصوص القران الكريم ، والسنة النبوية المطهرة ، وماورد فيهما من تكريم لإنسان ، وتفضيل لع على سائر المخلوقات ، وتسخير ما في الأرض والسماء له ، والدعوة إلى المساواة بين الشعوب والقبائل ، والمحافظة على حقوق الإنسان ، إيماناً ، والتزاما "[52]
وهذا ما يؤكده مدكور بقوله " فحقوق الإنسان المهددة اليوم والتي ندعو إلى حمايتها واحترامها ، قد أقرها الإسلام وقدسها منذ أربعة عشر قرناً ، فسبق بها سبقاً بعيداً عما قال به القرن الثامن عشر ، الذي يعد قرن حقوق الإنسان ، حيث أيدها الإسلام وأثبتها ، وجعل منها ديناً ودنيا ، وأقامها على دعائم أخلاقية وروحيه "[53]
فالدين الإسلامي هو أول من نادى بهذه الحقوق بتكريمه للإنسان ورفعه من شأنه ، قال تعالى { ولقد كرمنا بني آدم وحملنهم في البر والبحر ورزقنهم من الطيبات وفضلنهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا }الإسراء : 70
"وإذا ما تحدثنا عن حقوق الطفل كجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان ، فإننا نجد الشريعة الإسلامية قد وضعت القواعد الثابتة لحماية حقوق الطفل ورعايتها بكامل جوانبها ، وفي مختلف سنوات الطفولة ، إيماناً منها بخطورة هذه المرحلة ، واعتبارها الطفل من أولى فئات المجتمع بالرعاية والاهتمام ، فقدمت دستوراً شاملاً للطفل قررت فيه حقوقاً تسبق مولده ، وتواكب نشأته ، وتستهدف حفظ بدنه وصحته وإنماء ذهنه . " [54]
فرسول الله صلى الله عليه وسلم يبين لنا من خلال القصة التالية كيف حفظ الشرع الحق كان لكبير أم صغير.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَخَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ عَلَى مَيْمُونَةَ فَجَاءَتْنَا بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عَلَى يَمِينِهِ وَخَالِدٌ عَلَى شِمَالِهِ، فَقَالَ لِي: «الشَّرْبَةُ لَكَ، فَإِنْ شِئْتَ آثَرْتَ بِهَا خَالِدًا»، فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ أُوثِرُ عَلَى سُؤْرِكَ أَحَدًا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَطْعَمَهُ اللَّهُ الطَّعَامَ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ، وَمَنْ سَقَاهُ اللَّهُ لَبَنًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ "[55]
تعود التاس على تقديم الكبير على الصغير إلا أن منهجنا الإسلامي يقدم من كان على اليمن عن من كان على الشمال ‘ وحينما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرابه أراد تكريم الأكبر الذي على شماله ولعلمه بأن صاحب الحق من كان على يمنه رغم صغر سنه فاستأذن من الصغير .‘ ليقدم لنا أنموذجا عظيما في الحفاظ على حق الصغير قبل الكبير ، وهنا رفض الصبي التنازل عن حقه فأعطاه إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحق للصبي وقد قال (مَا كُنْتُ أُوثِرُ عَلَى سُؤْرِكَ أَحَدًا).

وفي هذا السياق يمكن الوقوف على بعض ملامح رعاية الطفل في الإسلام ، والتي يمكن إجمالها فيما يلي[56] :

1-         أكد الإسلام في مبادئه على تكريمه للإنسان ، وتفضيله له على بقية مخلوقاته ، قال تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)الإسراء -70.
2-         أبقى الإسلام على المظاهر الإيجابية لرعاية الطفل التي كانت سائدة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، كتدريب الطفل على الفروسية وغرس مبادئ الشجاعة والكرم في نفسه
3-         ألغى الإسلام المظاهر السلبية في معاملة الطفل التي كانت سائدة قبل ظهور الإسلام ، كوأد البنات وقتل الأولاد خشية الفقر ، وعدم توريث الإناث ، وحرية نكران النسب وغيرها ومن أمثلة ذلك قول تعالى : ( ولاتقتلو اولدكم خشية إملاق نحن نرزقهم واياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً )
4-         تضمن الإسلام نسقاً متكاملاً من الأسس والمبادئ السامية التي تنظم حياة الإنسان ، وحدد فيها أسس رعاية الطفل ، وحقوقه
5-         سبق الإسلام بمبادئه في مجال حقوق الإنسان ورعاية الطفولة التشريعات الوضعية والاتفاقيات الدولية ، اليتي جاءت بعد مئات السنين ، لتؤكد في بعض اسسها ومبادئها ما أكده الإسلام منذ زمن بعيد
6-         حددت أسس رعاية الطفولة ومبادئها التي نادى بها الإسلام الأطر القانونية ، والتربوية ، والأخلاقية ، والشرعية ، التي تتصل في مجموعها بمختلف مظاهر حقوق الطفل ورعايته
وقد نص العلماء بالتفصيل على حقوق الأطفال ولعل من أبرزها :
1-         حق الطفل في المأكل والمشرب.
2-         حق الطفل في الرعاية والتعليم .
3-         حق الطفل في النفقة
4-         حق الطفل في اختيار الاسم .
5-         حق الطفل في اللعب
وهذا الحق أي حقه في اللعب لكون اللعب نشاط ينمي كافة قدرات الطفل ، وهذا ما سيوضحه الباحث .













(المبحث الرابع )
اللعب معناه وخصائص ووظائفه
-   مفهوم اللعب
-   مميزات اللعب وخصائصه
-   وظائف اللعب

 

















مفهوم اللعب
لغة : لعب: اللَّعِبُ واللَّعْبُ: ضدُّ الجِدِّ، لَعِبَ يَلْعَبُ لَعِباً ولَعْباً، ولَعَّبَ، وتَلاعَبَ، وتَلَعَّبَ مَرَّة بَعْدَ أُخرى[57]
لعِب، ما يُلْعَب به من مداعبة وخداعٍ مُضْحِك "ألاعيب الطُّلاّب/ الظرفاء".[58]
اللعب اصطلاحا: يعرفه فروبل : "النشاط الروحي النقي للإنسان فهو يشتمل على منابع الخير ، وعرفة سوزانا : بانه نشاط سلوكي هام يقوم بدور رئيس في تكوين شخصيته الفرد وتأكيد تراث الجماعة أحيانا   ، وهو ظاهرة سلوكية في الكائنات الحية "[59]
 تعريف الموسوعة البريطانية : "نشاط طوعي من أجل السرور"[60]
مميزات اللعب وخصائصه[61]
  يتسم اللعب في مرحلة الطفولة بالبساطة والعشوائية ، ويزداد تطورا مع نمو الطفل إلا أن لعب الأطفال يتصف بعدة خصائص تميزه عن لعب الكبار .
1-                     اللعب يعكس واقع الطفل
 فالأطفال يلعبون ببراءة كاملة لذا يسهل تشخيص واقعهم من خلال لعبهم (فالأطفال لايتقيدون بشروط الموقف الحقيقي ولا بالزمن أو بالتسلسل المنطق للأحداث ونعاقبها . إنهم يعتقدون وهم يلعبون في الغرفة مثلا أهم يسبحون في الغرفة
2-                     اللعب يعبر عن ذات الطفل وغاية في ذاته
المتتبع للطفل وهو يلعب يستطيع التعرف على شخصية الطفل لأنه يعبر عن ذاته بدون تكلف " (لأنهم يعكسون فيه ومن خلاله معارفهم عن الظواهر والأحداث الحياتية ويعبرون عن اتجاهاتهم نحوها " [62]
3-                     التدرج من التلقائية إلى النظام
 التلقائية والعفوية من الخصائص المميزة لنشاط اللعب عند الأطفال وخصوصا في المراحل المبكرة من الطفولة ، فالطفل يلعب في كل مكان وزمان ، فهو يلعب عندما يتناول طعامه وهو يلعب وهو يرتدي ملابسه ، ويتطور اللعب مع الطفل حتى يأخذ شكله النظامي الواضح.
4-                     تناقص انشطة اللعب الكمية وتزايدها من الناحية الكيفية
مع تقدم النمو تقل أنشطة اللعب لدى الطفل كما أي عددا وتزداد شكلا وذلك بسبب انشغال الطفل بواجباته المدرسية ، وبسبب مسايرة الطفل للواجبات الأسرية والاجتماعية ، كما يبدأ الطفل يتفهم الحياة وتتحدد على إثر ذلك هوياته وتتركز على أنشطة معينة.
5-                     تناقص النشاط البدني وازدياد النشاط العقلي
وهذا يتناسب طردا من النمو العقلي للطفل " فكلما تقدم الطفل في العمر واقترب من مرحلة البلوغ أصبح بحاجة أكبر لهذه الطاقة لتصرف في عملية النضج ويذلك تصبح ألعابه أهدأ ، بالإضافة إلى أن قدرته التفكيرية تكون قد نمت بشكل جيد ويصبح أقدر على استعمالها" [63]
وظائف اللعب[64]
للطفل وظائف هامة ومفيدة  فمن خلاله يطور الطفل عقله وجسده ، ويحقق التكامل بين وظائفه الاجتماعية والانفعالية والعقلية التي تتضمن التفكير والمحاكات وحل المشكلات والحديث والتخيل
وللعب عدد من الفوائد الأخرى:
1-                     من الناحية الجسدية
فهو ضروري لنمو العضلات وتناسقها  وكلما ازداد استخدام الطفل لأعضائه المختلفة وروض جسمه كلما قوي عوده ونمت عضلاته.
2-                     من الناحية التربوية
ان الطفل الذي يلعب يتعلم مهارات جديده ويفرح عند انجازها ويصل الى هدفه بدون مساعده . حيث يساعده اللعب على نمو الذاكرة والتفكير والادراك والتخيل والكلام والانفعالات والإرادة و" اللعب يفسح المجال أمام الطفل لكي يتعلم الشيء الكثير من خلال أدوات اللعب المختلفة كمعرفة الطفل للأشكال الألوان المختلفة والأحجام والملابس ، كما أن الطفل يكتسب كثير من قواعد السلوك والنظام والانضباط مما يساهم في تشكيل شخصية الطفل وتبلورها "[65]
3-                     من الناحية الاجتماعية
الطفل كائن اجتماعي تتطور خصائصه الاجتماعية مع نموه وللعب يساعد في النضج الاجتماعي واتزان الانفعالات ويعلم المشاركة والعطاء والقيادة والاتصال والحرية "فإن اللعب يرتبط بحياة الشعب وبهويته الثقافية وهذا يعني أن التنوع مطبوع بالخصائص العرقية والاجتماعية ، ومشروط بنمط اللباس ، وباختصار فإن لعب الأطفال بتقاليده وبقواعده يشكل مرآة اجتماعية حقيقة
4-                     من الناحية النفسية والعلاجية
" لا تقتصر أهمية اللعب على تنمية المهارات الحركية والمعرفية فحسب بل يحقق وظيفة هامة من الناحية الذاتية حيث يكتشف الطفل عن طريق اللعب الشيء الكثير عن نفسه كمعرفة قدراته ومهاراته من خلال تعامله مع زملائه ومقارنة نفسه بهم ، كما أنه يتعرف على مشاكله وكيف يمكن مواجهتها"[66]
"ويعبر الطفل في لعبه عن مشكلاته وصراعته وإحباطاته حين يلعب بالدمى أو مع الرفاق ، ويحكي اثناء لعبة بصورة رمزية قصة حياته والجو الانفعالي في الأسرة وعلاقاته بالأخرين وخاصة الوالدين والأخوة والرفاق"[67]
5-                     من الناحية الإبداعية
 من خلال اللعب يستطيع الطفل أن يعبر عن إبداعاته بل أن اللعب يساعد الطفل على تنمية مهاراته وقدراته أن الطفل حين يلعب فإنه كثيرا ما يبتكر أو يستحدث مواقف جديدة ، والطفل يكتشف شيئا فشيئا العالم المحيط به والعلاقات التي تربط الأشياء مع بعضها البعض .
مما سبق يتبين لنا أن اللعب بخصائصه ووظائفه نشاط مهم ومؤثر للطفل وليس عبثا أو ترفا وحينما يحرم الطفل من هذا الحق فإن لك ذلك أثر على تكوين شخصيته..
والتربية الإسلامية وهي التربية المثالية تبين لنا كيف تحافظ على هذا الحق للطفل.



(المبحث الخامس)
حق الطفل في اللعب من منظور التربية الإسلامية
-  مفهوم التربية الإسلامية
-  حقوق الطفل في الإسلام
-  صور من رعاية التربية  الإسلامية لحق الطفل في اللعب   
-  الخاتمة


 




























مفهوم التربية الإسلامية :
  التربية الإسلامية هي : "تنمية جميع جوانب الشخصية الإسلامية الفكرية والعاطفية والجسدية والاجتماعية ، وتنظيم سلوكها على أسس من مبادئ الإسلام وتعاليمه ، بغرض تحقيق أهداف الإسلام في شتى مجالات الحياة "[68]
والتربية الإسلامية ذات طابع شمولي تكاملي لجميع جوانب الشخصية الروحية والعقلية والوجدانية والأخلاقية والجسمية والاجتماعية والإنسانية ، وفق معيار الاعتدال والاتزان ، فلا إفراط في جانب دون غيرة ولا تفريط في جانب لحساب أخر
ومن الحقوق التي رعتها التربية الإسلامية وهذبتها حق اللعب للطفل لما له من اثر كبير في تكوين شخصية الطفل.
حق الطفل في اللعب من منظور التربية الإسلامية
   مما سبق تبين لنا الأثر الكبير للعب على الطفل فهو" بالنسبة للطفل حاجة فطرية وأساسية لا يمكنه الاستغناء عنها ’فمن خلال لعبه يشعر الطفل بالمتعة ويكشف ذاته ويتخلص من الطاقة والحيوية الزائدة في جسمه ويبني شخصيته ليتعلم الكثير ولذلك يعتبر اللعب جزء لا يتجزأ من عملية البناء العقلي والجسمي كما انه الوسيلة التي تعمل على تطوير أنماط سلوكية عند الطفل وتساعده على التفاعل الاجتماعي والتكيف والانتماء"[69]
وحتى ينشأ الطفل قويا صحيح الجسم والعقل قادرا على القيام بالتكاليف الواجبة عليه عندما يدخل في سن البلوغ, كان لابد من تمته بحقة الكامل في اللعب والرياضة التي هي جزء من لعب الطفل في مرحلة طفولته . من أجل ذلك حرص الإسلام على توفير هذه الحق . فها هو رسول الله صلى الله علية وسلم قائد الأمة وقدوة المسلمين عامة يلعب مع الاطفال ويشاركهم صلى الله علية وسلم والحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان على بطنة فقلت : يا رسول الله أتحبهما؟ فقال ومالي لا احبهما؟! وهما ريحانتاي)
  وقد عرف علماء السلف أهمية لعب الاطفال, ونصوا على ذلك في كتبهم . من ذلك ما ذكره الغزالي بقولة :"وينبغي أن يؤذن له بعد الفراغ من المكتب –الكتاب القرآني – أن يلعب لعبا جميلا , يستفرغ إليه تعب الكتاب بحيث لا يتعب في اللعب , فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه بالتعليم دائما يميت القلب , يطلب الحيلة في الخلاص منه رأسا ويبطل ذكاءه وينغض العيش عليه "[70] لذا يجب على الوالدين توفير النوعية المناسبة من اللعب للطفل, وإفساح المجال له كي  يلعب مع أقرانه المختارين , ومشاركته لعبه ,وعدم حرمانه من هذا الحق. لأن ذلك يؤثر علية الطفل ونفسيته سلبا "حيث وجد أن البيوت الصارمة التي يزجر فيها الأطفال ويعزلون أكثر من غيرهم , كان الأطفال أشد عدونا من الأطفال الذين واجهوا حدا أقل من العقوبات , في حين أظهرت الدراسات أن تشجع اللعب أدى إلى تنمية قدرات الأطفال بشكل أكبر"[71] ، فاللعب مهم للطفل وما إقرار الرسول صلى الله علية وسلم للأطفال في لعبهم إلا دليل على حجة الطفل الماسة للعب وضرورة توفير هذا الحق لهم .
   والتربية الإسلامية وهي التربية التي ترعى الطفل وتنمية من جميع جوانب شخصيته تحفظ للطفل حقه في اللعب لما لذلك من أهمية في تكوين شخصيته.
  وفي ما يلي صور تبين عناية التربية الإسلامية بهذا الحق واستثماره الاستثمار الأمثل:  
صور من رعاية التربية  الإسلامية لحق الطفل في اللعب  :
1)                 عَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى طَعَامٍ دُعُوا لَهُ، فَإِذَا حُسَيْنٌ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَاسْتَقْبَلَ أَمَامَ الْقَوْمِ، ثُمَّ بَسَطَ يَدَهُ فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَفِرُّ هَا هُنَا مَرَّةً وَهَا هُنَا مَرَّةً، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضَاحِكُهُ، حَتَّى أَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ ذَقْنِهِ وَالْأُخْرَى تَحْتَ قَفَاهِ، ثُمَّ قَنَّعَ رَأْسَهُ فَوَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ:  «حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ»[72]
 هذه الصورة الرائعة التي جمعت كثير من الخصال (الرحمة ، والمحبة ،والرفق ، والتواضع ) حفظت أيضا للطفل حقه في اللعب ،فحبيبنا المربي الأول يلاعب الطفل ، ويضمن له حقه في اللعب بل يسايره ويقبله ليقدم صورة مضيئة تبين حفظ التربية الإسلامية للطفل حقه في اللعب.
2)                عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ - قَالَ: أَحْسِبُهُ - فَطِيمًا، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ» نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلاَةَ وَهُوَ فِي بَيْتِنَا، فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا[73]
يقدم المصطفى صلى الله عليه وسلم نموذجا لرعاية الطفل وحفظ حقه حتى في اللعب ، فالطفل (أبو عمير) يحب اللعب بالطير فيقرّه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بل يداعبه بسؤاله عنه ، ليدخل السرور على قلب الطفل.

3)                عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَارَيْتُ خَلْفَ بَابٍ، قَالَ فَجَاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، وَقَالَ: «اذْهَبْ وَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ» قَالَ: فَجِئْتُ فَقُلْتُ: هُوَ يَأْكُلُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِيَ: «اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ» قَالَ: فَجِئْتُ فَقُلْتُ: هُوَ يَأْكُلُ، فَقَالَ: «لَا أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَهُ» قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: قُلْتُ لِأُمَيَّةَ: مَا حَطَأَنِي؟ قَالَ: قَفَدَنِي قَفْدَةً[74] (فحطأني حطأة) فسر الرواي حطأني أي قفدني وهو الضرب باليد مبسوطة بين الكتفين.
في هذه القصة اقرار من رسول الله صلى الله عليه وسلم للعب الصبيان إذ يبن الحديث أن النبي مر على الصبيان وهم يلعبون فلم ينهرهم أو يمنعهم ، بل تركهم يلعبون  وهذا يدل على تعودهم على ذلك  وعدم الإنكار عليهم من قبل ، وإنما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ابن عباس بالذهاب لحاجته إليه وليس منعا له إذا لوكان منعا لمنع كل الصبية.
         فاللعب حاجة فطرية لدى الأطفال ، وهذا الحديث يدل على مرعاه هذا الجانب
        ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعاتب ابن عباس على اللعب مع رفقته ، ولم
         يعنفه على ذلك ، وإنما كان محتاجا له ليطلب معاوية رضي الله عنه ، وقد
        ترك للصبية فرصتهم في تحقيق هذه الحاجة .[75]
    يقول النووي ( وفي هذا الحديث جواز ترك الصبيان يلعبون بما ليس حرام)[76]

4)                عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا، قَالَ أَبِي: فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ سَاجِدٌ فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ، قَالَ: «كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ»
في هذه القصة تأكيد على أهمية حصول الطفل على حقه في اللعب وأن اللعب مهم للطفل ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يطيل السجود يشكل يلفت انتباه المصلين حتى ظنوا أن وحيا نزل أو حدث أمر فيبين لهم أنه أطال السجود لأجل أن يتمتع الطفل بحقه كاملا فلا يرفع حتى تنتهي حاجة الطفل ، وهذا يؤكد أن اللعب حق من حقوق الطفل ينبغي إعطاؤه كاملا مهما كانت الأسباب.

5)                عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، «فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ، فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي.[77]
(صواحب) جمع صاحبة وكن جواري صغيرات من أقرانها في السن
(يتقمعن منه) يدخلن البيت ويستترن منه ثم يذهبن وفي رواية ينقمعن
(فيسربهن إلي) يرسلهن واحدة بعد الأخرى].
في قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه (كُنْتُ أَلْعَبُ ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي) وقد كانت صغيرة السن دلالة واضحة على حق الصغير في اللعب فعائشة رضي الله عنا تحكي ذلك وفي بيت النبوة وقد تزوجت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يمنعها ذلك ممن ممارسة حقها في اللعب بل أ ن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرها على ذلك بل ويهيئ لها ذلك كما تقول : (فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي) مما يدل على إيمانه صلى الله عليه وسلم بحق الصغير في اللعب والترويح.

مما سبق يتبن لنا عناية التربية الإسلامية وحفظها لحق الطفل في اللعب كنشاط ضروري يساهم في تشكيل شخصيته .
ويستنتج الباحث مما سبق حفظ التربية الإسلامية لحق الطفل من عدة أوجه:
1)                تواتر النصوص الشرعية التي تثبت للطفل حقه في اللعب.
2)                إشارة علماء الأمة إلى حق الطفل في اللعب وحثهم على المحافظة عليه.
3)                من كمال رعاية الطفل حفظ حقه في اللعب فالوّلي أو الوصي راع ومسؤول عن رعيته قال صلى الله عليه وسلم ( كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )[78] وطالما قد ثبت أن اللعب يقوم بدور تربوي في تنمية شخصية الطفل فمن تمام رعايته حفظ حقه في اللعب.
4)                التربية الإسلامية تربية شاملة ترعى الإنسان في كل جوانب شخصيته ليكون فردا صالحا في مجتمعة ، واللعب للطفل كما ثبت علميا وتربويا له أثر كبير في بناء شخصية الفرد فعليه يصبح اللعب حقا للطفل ينبغي مراعاته والحفاظ عليه .





الخاتمة
      وبعد أن تبين لنا أهمية الطفولة كمرحلة تأسيس وبناء ، وتبين لنا الأثر الإيجابي للعب على الطفل وكيف يساهم بشكل كبير في تكوين شخصيته ، وتبن لنا أن للطفل حقوق كثيرة ومنها حقه في ممارسة اللعب الذي يتناسب مع عمره .
     مما سبق يستطيع الباحث أن يؤكد أن للطفل حق كامل في ممارسة اللعب ينبغي ضمانه وحفظه له ، ويتأكد ذلك بعد الرجوع إلى النصوص الشرعية وأقوال علماء الإسلام ، وخاصة أن التربية الإسلامية إلهية المصدر شاملة متوازنة.
    لذا يقع على عاتق أهل التربية بيان وتوضيح هذا الحق ، ومن ثم يقع على عاتق كل مربي الحفاظ على هذا الحق وإعطاءه لكل طفل حتى نضمن تربية قوية متوازنة.


             وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


                                         الباحث
                   عبدالرحمن بن حمود يحيى الغامدي










المراجع
1)                القرآن الكريم
2)                 محمد بن إسماعيل البخاري : صحيح البخاري ، بيروت ، دار ابن كثير ، 1407هـ.
3)                 محمد بن يزيد ابن ماجة : سنن ابن ماجة ، تحقيق محمد فؤاد ،عبدالباقي، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1395هـ    . 
4)                 حسن   محمد بن عيسى الترمذي : سنن الترمذي ، تحقيق إبراهيم عوض، استانبول، دار الدعوة، 1401هـ.   
5)                 محي الدين يحي بن شرف النووي : المنهاج في شرح صحيح مسلم ،بيت الأفكار الدولية للتوزيع والنشر ، الرياض ،(د-ت)
6)                 محمد مكرم ابن منظور : لسان العرب ،  دار صادر بيروت ،، 1410هـ .
7)                 إسماعيل بن حماد الجوهري :  الصحاح ، دار العلم ، بيروت ،ط الثالثة، 1404هـ..
8)                 محمد بن يعقوب الفيروز آبادي : القاموس المحيط ،  المؤسسة العربية للطباعة والنشر ، بيروت .
9)                 أحمد بن محمد بن علي الفيومي :  المصباح المنير ، مكتبة لبنان ، بيروت 
10)            إبراهيم مصطفى وآخرون :المعجم الوسيط ، دار الدعوة ، القاهرة   .
11)            الشريف علي بن محمد الجرجاني:  كتاب التعريفات  ، دار الكتب العلمية - بيروت 1416هـ .    
12)             شحاته وآخرون : معجم المصطلحات التربوية والنفسية ، الدار المصرية اللبنانية ، القاهرة ، 1414، ط1.
13)            إسماعيل عبدالفتاح عبدالكافي : معجم مصطلحات حقوق الإنسان ، مركز الإسكندرية للكتاب ، 2006 م .
14)            أحمد مختار عبد الحميد عمر ، معجم اللغة العربية المعاصرة ، عالم الكتب ، 2008م ، ط1.


15)            إبراهيم مدكور و عدنان الخطيب : حقوق الإنسان في الإسلام ، دار طلاس للدراسات والترجمة ، دمشق ، 1992م .
16)            أبو حامد محمد بن محمد الغزالي  : إحياء علوم الدين , دار المعرفة ، بيروت ،2004  .
17)             أحمد بن محمد ابن عبدربه : العقد الفريد، تحقيق مفيد محمد قميحة , دار الكتب العلمية , بيروت , لبنان  1404  .
18)            إعلان حقوق الطفل : الجمعية العامة للأمم المتحدة ، 1386م .
19)            حامد زهران: علم نفس النمو ، ، عالم الكتب ‘ القاهرة ، ط5 ، 
20)            حسني نصار : تشريعات حماية الطفولة ، ،منشأة المعارف ، الاسكندرية ،(د.ت) ص25-30   .
21)            حسنين بوادي : حقوق الطفل بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي ، الإسكندرية ، دار الفكر الجامعي ، 1426، 
22)            حسين عبدالله بانبيلة: أصول التربية الوقائية للطفولة في الإسلام , رسالة دكتوراه,جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية العلوم الاجتماعية , قسم التربية ,  1425 هـ  .
23)            حصة محمد الصغير : 1429 تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأطفال تربويا .
24)            خلف رمضان الجبوري : حماية حقوق المرأة في ظل الاحتلال ، مقالة منشورة بمجلة الرافدين للحقوق ، 2001 م ، المجلد (11) ، العدد (42)  .
25)             رأفت فريد سويلم : حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية ، دار ابن الجوزي ، القاهرة ،1425، ط1 . 
26)            زهير الأعرجي : الأخلاق القرآنية : دار الزهراء ، بيروت ، 1987م .
27)             سهام مهدي جبار : الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية .
28)             شفاء محمد القاضي :حقوق الطفل التعليمية والصحية وحق الحماية من سوء المعاملة والاستغلال، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى ، مكة ،1429. .
29)            صالح ذياب الهندي : صورة الطفولة في التربية الإسلامية   , دار الفكر للنشر والتوزيع , عمان , الأردن،1990م.
30)            عبدالسلام الدويبي : المدخل لرعاية الطفولة ، الدار الجماهيرية للنشر ، ليبيا ، 1981م ، ط1
31)            عبدالكريم البكار :تأسيس عقلية الطفل ، مركز الراية للتنمية الفكرية ، جدة ، 1428‘ ط1.
32)              أحمد عبدالله : بناء الأسرة الفاضلة ، دار البيان العربي ، بيروت ، 1410  .
33)            عبدالله بن مسلم  ابن قتيبة: عيون الأخبار , دار الكتب العلمية , بيروت , لبنان , باب وصايا المعلمين ،( د . ت )  .
34)            عبيدات وآخرون : البحث العلمي مفهومه –أدواته-أساليبه-، الأردن ،دار الفكر ، 1989م  .
35)            عفاف البابيدي: سيكولجية اللعب ، دار الفكر، عمان 1990م  .
36)            علي أسعد وطفة  : التربية والطفولة تصورات علمية وعقائد نقية , مجلد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزي، 1425هـ.
37)            عمر الشيباني : فلسفة التربية الإسلامية ، الدار العربية للكتاب ، طرابلس ، 1988م.
38)            فاخر عامل : معالم التربية العامة والتربية العربية ، دار العلم ، بيروت ، 1983م ، ط5
39)             فاضل حنا : اللعب عند الطفل ، دار مشرق ، دمشق ، 1999م ، ط1 .
40)            فاطمة فرج العتيبي : حقوق الطفل ورعايته في الإسلام وفي السويد ، رسالة ماجستير ، جامعة أم القرى ، 1429 .
41)            فاطمة محمود خير : منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، دار الخير ، بيروت ، 1419 ، ط1 ..
42)            لجنة متخصصة : هموم الطفل العربي في المدينة العربية، ضمن سلسلة الطفل العربي، الإسكندرية ، المكتبة المصرية ، 2006  .
43)            ليلي يوسف: سيكوليجية اللعب والتربية الرياضية ، عالم الكتب ، القاهرة، 1965م .
44)            محمد الصالح : الطفل في الشريعة الإسلامية ، مطبعة نهضة مصر ، القاهرة ، 1982م . 
45)            محمد القطب : المدخل الفقهي  ،  الإسلام وحقوق الإنسان   .
46)            محمد سعيد مرسي : فن تربية الأولاد في الإسلام ، دار النشر والتوزيع الإسلامية ، 1998م ، القاهرة .
47)            محمد صالح العلوي : خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للطفل المسلم وتطبيقاته التربوية ، رسالة ماجستير ، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة ،1431.
48)            مخلد الطراونة : حقوق الطفل دراسة مقارنة في ضوء أحكام القانون الدولي والشريعة الإسلامية والتشريعات الأردنية ، بحث منشور بمجلة الحقوق ، الكويت ، العدد2 ،2003م . 
49)             مصطفى أحمد الزرقا : المدخل الفقهي العام، دار الفكر ، ط التاسعة .  
50)            نوف محيي الدين : اللعب في حياة الأطفال : الطفل العربي والمستقبل ، الكتاب العربي ، سلسلة فصلية تصدرها مجلة العربي ، الكتاب الثالث والعشرون .
51)            وهبة الزحيلي : الفقه الإسلامي وأدلته ، دار الفكر ، دمشق ، ط3 ، 1409 . 
52)            يحيى محمد زمزمي : المنهج الأخلاقي وحقوق الإنسان في القرآن الكريم ،الرياض ، مؤتمر الدفاع المدني1424هـ  .




[1] يحيى محمد زمزمي : المنهج الأخلاقي وحقوق الإنسان في القرآن الكريم ،الرياض ، مؤتمر الدفاع المدني1424هـ ص3
[2] حسنين بوادي : حقوق الطفل بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي ، الإسكندرية ، دار الفكر الجامعي ، 1426، ص49
[3] إعلان حقوق الطفل : الجمعية العامة للأمم المتحدة ، 1386م .
[4] محمد صالح العلوي :خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للطفل المسلم وتطبيقاته التربوية ، رسالة ماجستير ، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة ،1431، ص19-20.
[5] يحيى محمد زمزمي : المنهج الأخلاقي وحقوق الإنسان في القرآن الكريم ،الرياض ، 1424هـ ص 4
[6] عبدالكريم البكار :تأسيس عقلية الطفل ، مركز الراية للتنمية الفكرية ، جدة ، 1428‘ ط1، ص142.
[7] مخلد الطراونة : حقوق الطفل دراسة مقارنة في ضوء أحكام القانون الدولي والشريعة الإسلامية والتشريعات الأردنية ، بحث منشور بمجلة الحقوق ، الكويت ، العدد2 ،2003م ،ص272 ، 
[8] فاطمة فرج العتيبي : حقوق الطفل ورعايته في الإسلام وفي السويد ، رسالة ماجستير ، جامعة أم القرى ، 1429 ، ص7.
[9] نوف محيي الدين : اللعب في حياة الأطفال : الطفل العربي والمستقبل ، الكتاب العربي ، سلسلة فصلية تصدرها مجلة العربي ، الكتاب الثالث والعشرون ص114
[10] فاطمة محمود خير : منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، دار الخير ، بيروت ، 1419 ، ط1 ص52.
[11] عبيدات وآخرون : البحث العلمي مفهومه –أدواته-أساليبه-، الأردن ،دار الفكر ، 1989م ،  ص 187.
[12] محمد مكرم ابن منظور : لسان العرب ،  دار صادر بيروت ،، 1410هـ ، ج10 ، 401
[13] إبراهيم مصطفى وآخرون :المعجم الوسيط ، دار الدعوة ، القاهرة ،ص586  .
[14] حسن شحاته وآخرون : معجم المصطلحات التربوية والنفسية ، الدار المصرية اللبنانية ، القاهرة ، 1414، ط1، ص217
[15] عمر الشيباني : فلسفة التربية الإسلامية ، الدار العربية للكتاب ، طرابلس ، 1988م، ص41
[16] فاطمة فرج العتيبي : حقوق الطفل ورعايته في الإسلام وفي السويد ، رسالة ماجستير ، جامعة أم القرى ، 1429 ، ص7.
[17] أحمد عبدالله : بناء الأسرة الفاضلة ، دار البيان العربي ، بيروت ، 1410 ، ص94.
[18] فاخر عامل : معالم التربية العامة والتربية العربية ، دار العلم ، بيروت ، 1983م ، ط5 ، ص16
[19] إبراهيم مصطفى وآخرون :المعجم الوسيط ، دار الدعوة ، القاهرة ، ص587 
[20] عبدالسلام الدويبي : المدخل لرعاية الطفولة ، الدار الجماهيرية للنشر ، ليبيا ، 1981م ، ط1 ،ص14
[21] لجنة متخصصة :هموم الطفل العربي في المدينة العربية، ضمن سلسلة الطفل العربي، الإسكندرية ، المكتبة المصرية ، 2006  ص15 ،  
[22] سهام مهدي جبار : الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية ، ص96
[23] محمد صالح العلوي :خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للطفل المسلم وتطبيقاته التربوية ، رسالة ماجستير ، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة ،1431،ص88
[24] محمد صالح العلوي :خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للطفل المسلم وتطبيقاته التربوية ، رسالة ماجستير ، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة ،1431،  ص89
[25] مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري : صحيح مسلم ،دار إحياء التراث ، بيروت ج1 ص342 .
[26] أحمد بن محمد ابن عبدربه الأندلسي: العقد الفريد، تحقيق مفيد محمد قميحة , دار الكتب العلمية , بيروت , لبنان  1404, ج2/ص274 .
[27] عبدالله بن مسلم ابن قتيبة : عيون الأخبار , دار الكتب العلمية , بيروت , لبنان , باب وصايا المعلمين ،( د . ت ), ج2/ص182.
[28], حسين عبدالله بانبيلة: أصول التربية الوقائية للطفولة في الإسلام , رسالة دكتوراه   , جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية العلوم الاجتماعية , قسم التربية ,  1425 هـ  ‘ ص 12-13.
[29] محمد صالح العلوي :خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للطفل المسلم وتطبيقاته التربوية ، رسالة ماجستير ، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة ،1431، ص90،91
[30]  محمد بن عيسى الترمذي : سنن الترمذي ، تحقيق إبراهيم عوض، استانبول، دار الدعوة، 1401هـ.  ص806 , حديث رقم3551   
[31] أبو حامد محمد بن محمد الغزالي  : إحياء علوم الدين , دار المعرفة ، بيروت ،2004, ج3/ص96 .
[32] صالح ذياب الهندي : صورة الطفولة في التربية الإسلامية   , دار الفكر للنشر والتوزيع , عمان , الأردن،1990م, ص9
[33]علي أسعد وطفة  : التربية والطفولة تصورات علمية وعقائد نقية , مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزي، 1425هـ.
[34] محمد مكرم ابن منظور : لسان العرب ،  دار صادر بيروت ،، 1410هـ ( 10/49)ـ
[35] إسماعيل بن حماد الجوهري :  الصحاح ، دار العلم ، بيروت ،ط الثالثة، 1404هـ..
[36] محمد بن يعقوب الفيروز آبادي : القاموس المحيط ،  المؤسسة العربية للطباعة والنشر ، بيروت ، 3/ 228  
[37] أحمد بن محمد بن علي الفيومي :  المصباح المنير ، مكتبة لبنان ، بيروت ، ص55 .
[38] مصطفى أحمد الزرقا : المدخل الفقهي العام، دار الفكر ، ط التاسعة .: 3/ 9-10  
[39] محمد القطب : المدخل الفقهي ، 3/ 9-10 ،  الإسلام وحقوق الإنسان   ، ص35 .
[40] محمد القطب :المدخل الفقهي ، 3/ 10 ، "الإسلام وحقوق الإنسان ، ص35 .
[41] الشريف علي بن محمد الجرجاني:  كتاب التعريفات  ، دار الكتب العلمية - بيروت 1416هـ . ص89 .
[42] إسماعيل عبدالفتاح عبدالكافي : معجم مصطلحات حقوق الإنسان ، مركز الإسكندرية للكتاب ، 2006 م، ص 225 .
[43] خلف رمضان الجبوري : حماية حقوق المرأة في ظل الاحتلال ، مقالة منشورة بمجلة الرافدين للحقوق ، 2001 م ، المجلد (11) ، العدد (42) ، ص 201 .
[44] إبراهيم مدكور و عدنان الخطيب : حقوق الإنسان في الإسلام ، دار طلاس للدراسات والترجمة ، دمشق ، 1992م ، ص32.
[45] مخلد الطراونة : حقوق الطفل دراسة مقارنة في ضوء أحكام القانون الدولي والشريعة الإسلامية والتشريعات الأردنية ، بحث منشور بمجلة الحقوق ، الكويت ، العدد2 ،2003م ،ص272 ، 
[46] رأفت فريد سويلم : حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية ، دار ابن الجوزي ، القاهرة ،1425، ط1 ، ص32 
[47] شفاء محمد القاضي :حقوق الطفل التعليمية والصحية وحق الحماية من سوء المعاملة والاستغلال، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى ، مكة ،1429.ص 58-59 باختصار وتصرف.
[48] حسني نصار : تشريعات حماية الطفولة ، ،منشأة المعارف ، الاسكندرية ،(د.ت) ص25-30 باختصار وتصرف .
[49] محمد الصالح : الطفل في الشريعة الإسلامية ، مطبعة نهضة مصر ، القاهرة ، 1982م ، ص63 
[50] زهير الأعرجي : الأخلاق القرآنية : دار الزهراء ، بيروت ، 1987م ، (1/255)
[51] فاطمة فرج العتيبي : حقوق الطفل ورعايته في الإسلام وفي السويد ، رسالة ماجستير ، جامعة أم القرى ، 1429 ، ص7.
[52] وهبة الزحيلي : الفقه الإسلامي وأدلته ، دار الفكر ، دمشق ، ط3 ، 1409 ،ص103 
[53] إبراهيم مدكور : حقوق الإنسان في الإسلام أول تقنين لمبادىء الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بحقوق الإنسان ، منظمة المؤتمر الإسلامي ، ط1، 1412 ، ص32.
[54] فاطمة فرج العتيبي : حقوق الطفل ورعايته في الإسلام وفي السويد ، رسالة ماجستير ، جامعة أم القرى ، 1429 ، ص7.
[55] محمد بن عيسى الترمذي : سنن الترمذي ، تحقيق إبراهيم عوض، استانبول، دار الدعوة، 1401هـ حديث رقم 3455
[56] إبراهيم مدكور : حقوق الإنسان في الإسلام أول تقنين لمبادىء الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بحقوق الإنسان ن بتصرف واختصار.
[57] محمد مكرم ابن منظور : لسان العرب ،  دار صادر بيروت ،، 1410هـ ،ج1 ، ص739
[58] أحمد مختار عبد الحميد عمر ، معجم اللغة العربية المعاصرة ، عالم الكتب ، 2008م ، ط1 ، ج3 ، 2015
[59] نوف محيي الدين : اللعب في حياة الأطفال : الطفل العربي والمستقبل ، الكتاب العربي ، سلسلة فصلية تصدرها مجلة العربي ، الكتاب الثالث والعشرون ص114
[60] عفاف البابيدي: سيكولجية اللعب ، دار الفكر، عمان 1990م ص33
[61] فاضل حنا : اللعب عند الطفل ، دار مشرق ، دمشق ، 1999م ، ط1 ،ص32-35 بتصرف واختصار.
[62] يوسف ليلي: سيكوليجية اللعب والتربية الرياضية ، عالم الكتب ، القاهرة، 1965م ، ص10.
[63] نوف محيي الدين : اللعب في حياة الأطفال : الطفل العربي والمستقبل ، الكتاب العربي ، سلسلة فصلية تصدرها مجلة العربي ، الكتاب الثالث والعشرون ص 114
[64] فاضل حنا : اللعب عند الطفل ، دار مشرق ، دمشق ، 1999م ، ط1 ،ص32
[65] ليلي يوسف: سيكولوجية اللعب والتربية الرياضية ، عالم الكتب ، القاهرة ‘1965م ، ص10.
[66] نوف محيي الدين : اللعب في حياة الأطفال : الطفل العربي والمستقبل ، الكتاب العربي ، سلسلة فصلية تصدرها مجلة العربي ، الكتاب الثالث والعشرون ص 117
[67] حامد زهران: علم نفس النمو ، ، عالم الكتب ‘ القاهرة ، ط5 ، ص303
[68] فاطمة محمود خير : منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، دار الخير ، بيروت ، 1419 ، ط1 ص52.
[69] محمد سعيد مرسي : فن تربية الأولاد في الإسلام ، دار النشر والتوزيع الإسلامية ، 1998م ، القاهرة ، ص25
[70] أبو حامد الغزالي: إحياء علوم الدين، دار المعرفة ، بيروت،2004م ، ج3 ، ص98.
[71] ليلي يوسف: سيكولوجية اللعب والتربية الرياضية ، عالم الكتب ، القاهرة ‘1965م ص5 .
[72] محمد بن يزيد ابن ماجة : سنن ابن ماجة ، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1395هـ  ،ج1،ص51.
[73] محمد بن إسماعيل البخاري : صحيح البخاري ، بيروت ، دار ابن كثير ، 1407هـ، رقم 6203
[74] مسلم 2604
[75] محمد صالح العلوي :خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للطفل المسلم وتطبيقاته التربوية ، رسالة ماجستير ، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة ،1431، 182
[76] محي الدين يحي بن شرف النووي : المنهاج في شرح صحيح مسلم ،بيت الأفكار الدولية للتوزيع والنشر ، الرياض ،(د-ت) 16/ص156
[77] محمد بن إسماعيل البخاري : صحيح البخاري ، بيروت ، دار ابن كثير ، 1407هـ ، ج8 ،ص31
[78] محمد بن إسماعيل البخاري : صحيح البخاري ، بيروت ، دار ابن كثير ، 1407هـ ‘ ج2 ‘ص5.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق