الاثنين، 19 نوفمبر 2012

دور جامعة القرآن والسنة في نشر التعليم الإسلامي بمديرية بجنور بالهند


بسم الله الرحمن الرحيم

        المملكة العربية السعودية
             وزارة التعليم العالي
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
          كلية الدعوة وأصول الدين
                 قسم التربية
     برنامج الدكتوراه المسائي1433/1434هـ

دور جامعة القرآن والسنة في نشر التعليم الإسلامي بمديرية بجنور بالهند.  
 إعداد :
 عبدالرحمن بن حمود الغامدي          
مقدم لسعادة  الدكتور :
عيد الجهني
الفصل الدراسي الأول
لعام 1433 / 1434 هـ
 -----------------------------------------



(المبحث الأول)
المدخل للدراسة والتمهيد لها
المقدمة
- موضوع الدراسة
- أسئلة  الدراسة
- أهمية الدراسة
- حدود الدراسة
- منهج الدراسة
--------------

مقدمة
الحمد لله رب العالمين  والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أرسل الله جلّ في علاه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107، الأنبياء) فبلغ الرسالة وأداء الأمانة وسار على طريقه الصحابة الكرام فنشروا هذا الدين في كل الأصقاع وحمل الراية من بعدهم
المجاهدين والدعاة ، فتردد نداء الرحمن في كل أصقاع المعمورة ، ومن تلك البلدان شبه القارة الهندية ( الهند ) حيث دخلها الإسلام عن طريق التجار أولا ثم حكمها المسلمون .
وهذا(على النقيض من الاعتقاد السائد بأن الإسلام فقد وصل  الإسلام إلى الهند من ناحية الغرب على أيدي الفاتحين، فإنه في الحقيقة قد ظهر لأول مرة في جنوب الهند بفترة طويلة قبل دخول محمد بن قاسم إلى السند في عام 712م [1].  
ومع تغير الأزمان وتطور الأحداث تحولت دولة الهند إلى دولة علمانية أغلب سكانها من الهندوس ، وأصبح المسلمون أقلية يشكلون في الهند نسبة 14.5% من السكان. ولكن وعلى الرغم من عددهم الكبير، إلا أنهم  يعيشون في أوضاع غير مريحة [2]
ومع هذا الحال قام عدد من الغيورين على الإسلام بجهود كبيرة للمحافظة على الهوية الإسلامية للمسلمين ولنشر التعليم الإسلامي في كثير من اقاليم الهند.
(كان المسمون في الهند أوفياء لوطنهم ، لا يتشاغلون عن خدمتهم والتقدم به في ميادين العلم والصناعة والمدينة ، أوفياء لدينهم وثقافتهم الإسلامي العربية ، لا يختلفون عن ركبها ولا ينقطعون عنها، وقد نراهم في بعض فترات التاريخ في مقدمة القافلة ومأخذ الزمام ، إن الجمع بين الثقافتين اللتين تناقضان كثيراً وتلتقيان قليلاً، وإن الوفاء لوطنين - مادي وروحي - مهمة عسيرة ، ولا نعرف شعباً من شعوب الإسلام كلف نفسه بها ثم نجح نجاح مسلمي الهند.[3]

موضوع  الدراسة
   رغم الصعوبات التي يواجهها المسلمون كأقلية في الهند إلا أن الجهود المبذولة من بعض العلماء والدعاة في الهند ساهمت بشكل كبيرة في نشر التعليم الإسلامي والمحافظة على الهوية الإسلامية ومن هذه الجهود ماتقوم به جامعة القرآن والسنة بولاية بجنور من أنشطة تعليمية وثقافية واجتماعية ساهمت في نشر عقيدة السلف ، وربط الناس بالدين الصحيح .
أسئلة الدراسة
-  ما دور جامعة القرآن والسنة في نشر التعليم الإسلامي بمديرية بجنور بالهند ؟
ويتفرع منه الأسئلة التالية:
-  ما واقع الهند اجتماعيا واقتصاديا وعلميا ؟
-  كيف دخل الإسلام إلى الهند؟ ، وما واقع المسلمين فيها ؟
-  ما أهم الخدمات التي تقدمها جامعة القرآن والسنة لمسلمي ولاية بجنور بالهند؟

أهداف الدراسة
-  التعرف على واقع الهند الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي.
-  التعرف على كيفية دخول الإسلام إلى الهند، وعلى واقع المسلين فيها.
-  التعرف على أهم الخدمات التي تقدمها جامعة القران والسنة لمسلمي مديرية بجنور بالهند..
أهمية الدراسة
-  تبرز أهمية هذه الدراسة من أهمية خدمة الأقليات المسلمة التي تحتاج إلى رعاية واهتمام لكي لاتذوب هويتها مع الأغلبية الساحقة كيف والدراسة عن خدمة أكبر أقلية مسلمة في العالم وهذه الأقلية تواجه عداء صريحا من الأغلبية الهندوسية في الهند.
-  تتحدث الدراسة عن الهند وهي إحدى أكبر دول العالم مساحة وسكانا وتشهد نموا كبيرا ، وهذا ينعكس بدوره على الأقلية المسلمة ‘ فبقدر تجاوبها واجتماع كلمتها تقوى شوكتها وتكون عامل تأثير قوي في تكوين المجتمع الهندي.  
-  تسلط الضوء على دخول الإسلام إلى شبه القارة الهندية مما يوضح للمتابع الجهد الكبير الذي بذله السابقون في خدمة هذا الدين والتضحيات الكبيرة التي بذلوها من أجل نشر هذا الدين مما يحفز المسلم الحق للعمل من أجل نشر هذا الدين بالطريق الصحيحة المشروعة.
-  تبين  الدراسة الأثر الاجتماعي والثقافي والتعليمي لجامعة القرآن والسنة على مسلمي مديرية بجنور بالهند ، مما يوضح مدى الاثر الكبير لجهود العلماء والدعاة المخلصين للمحافظة في نشر الإسلام وخدمة أهاليه في كل مكان.
منهج الدراسة
استخدم الباحث المنهج الوصفي والذي يعرف بأنه "دراسة الواقع أو الظاهر كما توجد في الواقع ، ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ، ويعبر عنها تعبيرا كافيا أو تعبيرا كميا ، فالتعبير الكيفي يصف لنا الظاهرة أو حجمها ودرجة ارتباطها مع الظواهر المختلفة الأخرى[4] . وتم تطبيق المنهج الوصفي في هذه الدراسة من خلال التعرف على جهود جامعة القرآن والسنة في خدمة التعليم الإسلامي في الهند.
 

[1] سيد نجي الله : أوضاع المسلمين في الهند ، مقالة عن وقع : بوابة الهند ، 29 يناير / كانون الثاني 2007.
[2] Staff :  الهند والإسلام ، مواقع دار الإيمان الالكتروني ،  28 آذار/مارس
[3] خورشيد أشرف إقبال الندوي : اللغة العربية في الهند عبر العصور ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ القاهرة، ط1، 2008م.
[4] عبيدات وآخرون : البحث العلمي مفهومه –أدواته-أساليبه الأردن ،دار الفكر ، 1989م ،  ص 187.
-------------------------

----------------------------
(المبحث الثاني)

الهند السكان والمكان
- اسم الهند
- الموقع
- السكان
- الدين
- اللغة
- الاقتصاد
- التعليم
- خصائص الهند

----------------

الهند من أكبر دول العالم من حيث عدد السكان ومن حيث المساحة ، وتحتضن الكثير من الديان والكثير من اللغات ، وهذه جولة للتعرف على دولة الهند
اسم الهند:
India)   وBharat)   إسمان معترف بهما في دستور الهند ، تولد اسم إنديا (الهند) من إسم نهر سندو والفرس القدماء ( الإيرانيون) سموا "سندو" بالهند ، وذلك لوجود تشابه بين حرف الألف باللغة الإيرانية وحرف السين باللغة السنسكراتية ، وتحول إلى إندوس (Indus)  في اللغة الإغريقية ، وصورتها اللاتينية أصبحت Indus  وهكذا ظهر إلى النور اسم إنديا (الهند) 
أما تسميتها باللغة العربية بـ " الهند " فهي مختصة من هندوستان  التي هي كانت اسما لها في عهد المغول ولا زال الناطقون باللغة الهندية يسمون بالهندوستاني في بعض مناطق العالم.[1]
الموقع:
   (تقع الهند في الجزء الجنوبي من القارة الآسيوية، وهي شبه قارة كاملة وتبلغ مساحتها 3 ملايين و165 ألف كيلومتر مربع، وتعد سابع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، وتحدها باكستان من الشمال الغربي
كبر مساحة الهند من جهة، ووجود حدود طبيعية مرموقة تفصلها عما حولها من جهة ثانية، جعل علماء الجغرافية يطلقون عليها اسم: "قارة الهند".
ومن أقاصي الشمال بالقرب من الحدود الصينية تمتد الأراضي الهندية جنوبا ‏في مساحة يبلغ طولها ألفي ميل - 3200 كلم - وفي حدود الهند الشمالية توجدالمملكة النيبالية و سلسلة جبال الهمالايا أعلى سلاسل الجبال في العالم.‏
وقد عرفت أرض الهند بأرض العجائب  ، فجغرافيا الهند متنوعة اشتملت على معظم خصائص الأرض أجمع ، وفيها الجبال العظام والهضبات والسطوح والصحارى والجزائر والغابات والأنهار ، وبها من المناظر الطبيعية كل ‏ما يمكن أن يخطر على البال من جبال متنوعة وحدائق تجسد أروع صور الطبيعية ‏وهو الأمر الذي جعل الهند تتميز بإمكانيات سياحية متعددة قل أن توجد في بلد ‏واحد.
تنقسم الهند إلى ثمان وعشرون ولاية كما توجد ستة أقاليم مركزية، وإقليم العاصمة الوطنية نيودلهي ، وكبرى المدن هي بومباي ودلهي ومدراس وحيدر آباد.
والهند غنية بمواردها الطبيعية، حيث تتنوع الطبيعة فيها من الصحراء الجرداء إلى الغابات الاستوائية، كما أن بها العديد من الأنهار التي تنبع من الجبال الشمالية حاملة معها الطمي إلى السهول في أسفل.
وتعتبر الأرض والمياه من أهم الموارد الطبيعية في الهند، حيث إن 54.3% من أرضها قابل للزراعة، كما أنها غنية بمصادر المياه العذبة. وتغطي الغابات حوالي 21.6% من مساحتها[2]
السكان
 بلغ عدد السكان 200 مليون نسمة سنة 1900 ، ثم 850 مليون نسمة سنة 1996، ثم مليار نسمة سنة 2000 ، ويرجع هذا التزايد إلى انخفاض الوفيات وتحسن الصحة ، وتشكل الطبقة المتوسطة نحو 250 مليون نسمة. وهذا يعني أن الطبقة المتوسطة لوحدها تعادل تقريبا عدد السكان في جميع الدول العربية
وتعد الهند ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان بعد الصين. وطبقا لأخر التقديرات بلغ عدد سكانها 1.029.99.100 نسمة. وبلغ معدل النمو السكاني 1.55%، بينما تبلغ الكثافة السكانية 325 لكل كم2. ويعيش حوالي 28% من سكانها في الحضر، بينما يعيش 72% في الريف، وذلك طبقا لتقديرات عام 1999.
وإذا كانت الهند قد نجحت بعد الاستقلال في تخفيض نسبة من يعيشون تحت خط الفقر، إلا أنها مازالت عالية، حيث بلغت عام 1994 حوالي 35% من السكان. ومازالت هناك مناطق تعاني من قلة إمدادات المياه، لاسيما الأحياء الفقيرة في المدن، وفي العديد من القرى. 
تشير التكهنات إلى أنه بحلول عام 2050 ستتخطى الهند الصين في الكثافة السكانية لتصبح أكبر دولة في العالم من حيث تعداد السكان  إذ تقول وزيرة الدولة بوزارة رعاية الاسرة الهندية باناباكا لاكشمي ان عدد سكان الهند سيصل الى نحو مليار و449 مليون نسمة بحلول عام 2030 متخطيا بذلك عدد سكان الصين.
الدين
 يمثل الدين عاملا محوريا في حياة الشعب الهندي، ويدين حوالي 82% من سكان الهند بالهندوسية (وهي ديانة ترجع في أصولها إلى الهند)، ويوجد حوالي 13% يدينون بالإسلام خاصة من بين سكان الحضر، و2.3% مسيحيون، و2% سيخ، و4% بوذيون، بالإضافة إلى أقليات تدين بديانات أخرى. وعلى الرغم من تعدد الأديان فإن الهند دولة علمانية كما جاء في مقدمة الدستور. يعتنق سكان الهند سبعة أديان رئيسية بجانب عدد كبير من الديانات ‏الصغرى ، كما يوجد بها ست مجموعات عرقية رئيسية وعدد لا يحصى من ‏العطلات.[3]
اللغة
    ثمانمائة لغة وألفان من اللغات المساعدة لها – عجائب من ألوان اللغات تزخرف الهند بلهجاتها ، وتطالب دستور الهند باستخدام اللغة الإنجليزية في الحالات الرسمية ، واثنان وعشرون لغة اعتبرت لغة رسمية في البلاد وهي اللغات : والهندية والآسامية والبنغالية والبودو والدوغرية والغجراتية والكندية والكشميرية والكونكنية والميثلية والنيبالية والأورية والبنجابية والسنسكرتية والساندالية والسندية والتالمية والتلغوية والأردوية.
وتنسب لغات الهند إلى قبيلة الأندو أوروبية (شمال الهند) والدرافيدية ( جنوب الهند) وتوجد للغة السنسكريتية والتاميلية ميزة كلاسكية وهناك لغة يتكلم بها أكثر من خمسمأة ألف نسمة ، ولكنها لم ينل شرف اللغة الرسمية المعترفة من الدستور .
وبجانب ‏اللغة الإنجليزية التي تعتبر لغة أهل التجارة والسياسة والطبقات المثقفة توجد أربع ‏عشرة لغة رئيسية أخرى هذا فضلا عن أربع وعشرون لغة أخرى يتحدث بها الملايين ‏من سكان الهند و عدد لا يحصى من اللهجات المحلية
اللغة الهندية هي اللغة الرسمية طبقا لما جاء في الدستور، حيث يتحدث بها حوالي 40% من السكان. ويوجد أكثر من 1000 لغة ولهجة مستخدمة في الهند، منها حوالي 24 لغة لا يقل عدد المتحدثين بكل منها عن مليون نسمة، مثل اللغة البنغالية التي يتحدث بها حوالي 8% من السكان، والتلجو، والمارثية، والتامبلية، والأوردية، والكانادية، وماليالم، والسنسكريتية، والسندية، والكشميرية، والبنجابية، والأسامية، والنيبالية، والأورايا، هذا بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية.
الهند موطن اثنين من العائلات اللغوية الرئيسية، الهندو-آرية والدرافية (نسبة إلى درافيا). يعترف الدستور الهندي باثنين وثلاثين لغة -اللغات الرسمية-. تستعمل الحكومة المركزية اللغتين الهندية والإنكليزية في المراسيم والمناسبات الرسمية. تاريخيا تعتبر اللغتان النسكريتية والتاميلية لغتين أصيلتين، لأنهما ظهرتا على الأرض الهندية. يبلغ عدد اللهجات المحلية في الهند 1652 لهجة[4]
الاقتصاد 
   اقتصاد الهند ينمو منذ مطلع التسعينات نحو 6 في المئة سنويا، وصعد هذا النمو أخيرا إلى 8 في المئة سنويا، ومن المتوقع أن يستمر على هذه الوتيرة فترة طويلة جدا، ويتوقع الاقتصاديون أن استمرار النمو بهذا الشكل يعني أن الاقتصاد الهندي سيصبح أكبر من الاقتصاد الإيطالي العام 2015، وأكبر من الاقتصاد الألماني العام 2025، وأكبر من الاقتصاد الياباني العام 2032
يحتل الاقتصاد الهندي المركز العاشر عالميا من حيث تبادل العملات، والرابع من حيث معادل القوة الشرائية (PPP). سجلت الهند عام 2003 م أعلى معدلات النمو السنوية في العالم (حوالي 8%). إلا أن هذه الأرقام تبقى بعيدة عن الواقع، إذ أنه ونظرا لتعداد سكانها الكبير، تتراجع الهند إلى المرتبة الـ120 عالميا من حيث الدخل السنوي الفردي (3,262 دولار حسب أرقام البنك الدولي). للهند احتياطات من النقد الخارجي تبلغ حوالي 143 بليون دولار. تعتبر مدينة مومباي المركز المالي للبلاد، ويوجد بها مقر مصرف الهند المركزي، وسوق المال (البورصة). بينما يعيش أكثر من ربع الهنود تحت خط الفقر، بدأت ملامح طبقة وسطى جديدة تظهر إلى الأفق، وبالأخص مع تطور صناعة المعلوماتية.
كانت الزراعة وإلى سنوات خلت المحرك الرئيس للاقتصاد، وعرفت الهند معها الاستقلال الاقتصادي، اليوم تراجعت مساهمة هذا القطاع إلى 25% من الناتج المحلي الإجمالي. من القطاعات الأخرى المهمة: التعدين، البترول، صقل الماس، الأفلام، خدمات تكنولوجيا المعلومات، المنسوجات، الحرف اليدوية. تتركز أكثر المناطق الصناعية حول المدن الكبرى. في السنوات الأخيرة برزت الهند كأهم متعامل عالمي في مجالي البرمجيات ومعالجة الأعمال الإدارية، وبلغ حجم مداخيل هذه الخدمات 17.2 بليون دولار (2004-2005). تتواجد العديد من الشركات الصغيرة الحجم والتي توفر مناصب عمل دائمة للعديد من المواطنين في المدن والقرى الصغيرة. رغم أن عددهم لا يزيد عن الثلاثة ملايين سائح أجنبي سنويا، تشكل مدخولات قطاع السياحة جزءا من مهما من الدخل القومي (حوالي 5.3% من الناتج المحلي الإجمالي). من بين أهم الشركاء التجاريين للهند: الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، الصين، والإمارات العربية المتحدة.[5]
التعليم
   التعليم في الهند إجباري حتى سن 14 سنة، حيث إن مدة التعليم الإجباري ثماني سنوات. وطبقا لتقديرات عام 1996 بلغت تكلفة التعليم 3.2% كنسبة من الناتج الإجمالي القومي. وطبقا لتقديرات 1997 بلغ عدد التلاميذ 47 تلميذا لكل معلم. وعام 2001 بلغت نسبة المتعلمين في الهند حوالي 73%..
وتدير الولايات نظام التعليم بها مع بعض المساعدة والإشراف من الحكومة المركزية. وسنوات التعليم تبلغ عشر سنوات للابتدائي والثانوي، وسنتين للتعليم الثانوي العالي، وثلاث سنوات للتعليم الجامعي. وبجانب التعليم الحكومي يوجد تعليم خاص في جميع مستويات التعليم من الابتدائي حتى الجامعي. وعام 1996 بلغ عدد المقيدين بسنوات التعليم قبل الجامعي حوالي 170 مليون طالب، في حين بلغ عدد المقيدين في التعليم العالي حوالي ستة ملايين طالب. ومن الجدير بالذكر أن جامعات مثل كلكتا ومدراس وبومباي قد تم تأسيسها عام 1857، وإن كانت هناك بعض الكليات قد وجدت قبل هذا التاريخ.
الهند تخرج 200 ألف مهندس سنويا، و300 ألف متخصص في دراسات عليا سنويا و9 آلاف دكتور سنويا، إضافة إلى نحو مليون متخرج جامعي في مختلف التخصصات الأخرى... وجميع هؤلاء يتخرجون من نحو 380 جامعة وأكثر من 1500 معهد للبحوث.
نسبة التعليم في الهند تقارب 64.8%، 53.7% من النساء و75.3% من الرجال. نسبة الذكور إلى الإناث هي 1000 إلى 933. نسبة العاملين إلى إجمالي السكان 39.1.[6]
خصائص الهند[7]
  • 60 % من مجموع سكان الهند دون 30 سنة ، فلا خوف من قلة الموارد البشرية في العقود القادمة
  • أكثر من خمسة وثلاثين مليون هندي يسكنون خارج الهند والفرص المواتية لهم سوف تجعلهم قادرين على تغلب المشاكل الاجتماعية والاقتصادية
  •   الشعب الهندي يعتبر أكثر الناس نطقا وفهما للغة الإنجليزية وهي ثاني أكبر دولة بعد أمريكا في عدد الناطق بها بطلاقة.
  • أكبر دولة ديموقراطية في العالم ، وديموقراطيتها أكبر بثلاثة أضعاف من ديموقراطية الولايات المتحدة التي هي في المرتبة الثانية
  • ولها علاقة وطيدة مع قوات العالم مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا ويابان والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والعالم العربي
  • ثاني أسرع قوة اقتصادية نموا في العالم.
  • ثاني أكبر دولة تنتج المواد الغذائية
  • ثالث دولة استخدم القمر الصناعي بعد أمريكا وروسيا
  • السكة الحديدية الهندية الأكبر في نوعها في العالم
  • نسبة الأمية 64.84% فقط[8]


[1] اللجنة العلمية : مقالة ملامح عن الهند  ،موقع دليل الإيمان الإلكتروني ، ،28 آذار/مارس 2011م.
[2] عبد الشهيد الأزهري  : جغرافية الهند، موقع دليل الإيمان الإلكتروني ، ،28 آذار/مارس 2011م
[3] المرجع السابق
[4]موقع (Islammemo.com) 20 من صفر1428هـ 10-3-2007م

[5] عبد الشهيد الأزهري  : الجانب الاقتصادي للهند ، موقع دليل الإيمان الإلكتروني ، , 20 حزيران/يونيو 2011  .
[6] ويكيبيديا، الموسوعة الحرة : التعليم في الهند،
[7] الأزهري بتصرف
[8] [8] اللجنة العلمية : مقالة ملامح عن الهند  ،موقع دليل الإيمان الإلكتروني ، ،28 آذار/مارس 2011م، باختصار وتصرف.

-------------------------------------
(المبحث الثالث)

الإسلام والمسلمون في الهند

- دخول الإسلام للهند
- المسلمون أقلية في الهند
-الحالة الاجتماعية للمسلمين في الهند
- الوضع الديني
- التعليم الإسلامي
 -------

دخول الإسلام الهند:
"عندما ظهر الإسلام أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك "ماليبار" في عام (7هـ = 628م) رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام, ويُرْوَى أن "تشيرمان برمال" ملك "كدنغلور" قد زار النبي صلى الله عليه وسلم، كما وصلت إلى بلاد "ماليبار" جماعة من الدُّعاة المسلمين العرب، على رأسهم   مالك بن دينار  وشرف بن مالك، ونزلوا في مدينة "كدنغلور"، ثم جابوا جميع أنحاء كيرالا داعِينَ إلى الإسلام وبنوا العديد من المساجد" [1]
ومع ازدياد الحركة التِّجاريَّة بين شبه الجزيرة العربية وشبه الجزيرة الهندية في صدر الإسلام كان للتجار المسلمين الفضل في نشر الإسلام من خلال معاملاتهم بأمانة وصدق مع أهل هذه البلاد, حيث وَجَدَ  الإسلام في الهند أرضًا خصبة سهلة، فأصبح في كل ميناء أو مدينة اتَّصل بها المسلمون جماعة اعتنقوا الإسلام، وأقاموا المساجد، وباشروا شعائرهم في حُرِّيَّة تامَّة لمَّا كان للمسلمين والعرب في ذلك الوقت من منزلة عند الحُكَّام باعتبارهم أكبر العوامل في رواج التجارة الهندية التي كانت تدرُّ على هؤلاء الحكام الدخل الوفير[2]
محاولات لفتح الهند في عهد الراشدين
وفي عهد  عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدأ التفكير في فتح هذه البلاد ونشر الإسلام بين ربوعها، فيقول البلاذري: "ولَّى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عثمانَ بن أبي العاص الثقفي البحرين وعمان سنة 15هـ، فوجَّه أخاه الحكم بن أبي العاص إلى البحرين، ومضى إلى عمان، فأقطع جيشًا إلى "تانه"( تقع شمال مدينة بومباي على بعد نحو 15 ميلاً، وتقع على بحر العرب )، فلمَّا رجع الجيش كتب إلى عمر يُعْلِمُه ذلك، فكتب إليه عمر: يا أخا ثقيف، حملت دودًا على عود، وإني أحلف بالله أن لو أُصِيبُوا لأخذتُ من قومِكَ مثلهم. ووجَّه الحكمَ أيضًا إلى "(بروص تقع شمال مدينة سورت بينها وبين نهر نريدا، وكانت ميناء قديمة، لكنها فقدت أهميتها مع الزمن) ووجَّه أخاه المغيرة بن أبي العاص إلى خَوْرِ الدَّيْبُل فظَفِر به[3]، ويبدو من كتاب عمر لعثمان بن أبي العاص أنه كان يخشى على المسلمين من ركوب المجازفة بركوب البحر, رغم حرصه الشديد على نشر الإسلام في كل بقاع الأرض.
وعندما تولَّى عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة, وولَّى عبدَ الله بن عامر بن كُرَيْزٍ على العراق كتب إليه يأمره أن يوجِّه إلى ثغر الهند مَن يَعْلَمُ عِلْمَهُ، وينصرف إليه بخبره، فوجَّه حُكَيْمَ بن جبلة الْعَبْدِيَّ، فلما رجع أوفده إلى عثمان، فسأله عن حال البلاد، فقال: يا أمير المؤمنين، قد عرفتها وخبرتها. فقال: فصِفْهَا لي قال: ماؤها وَشَلٌ)الليل) وثمرها دَقَلٌ )الرديء)، ولصُّها بطل، إن قلَّ الجيش فيها ضاعوا، وإن كثروا جاعوا. فقال له عثمان: أخابر أم ساجع؟ قال: بل خابر. فلم يَغْزُها أَحَدٌ.
وفي خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه توجَّه إلى ذلك الثغر الحارثُ بن مُرَّة العَبْدِيُّ متطوِّعًا بإذن عليٍّ، فظَفِر وأصاب مغنمًا وسبيًا، وقسم في يوم واحد ألف رأس [4]
أما في  الخلافة الأموية فقد أرسل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما المهلَّب بن أبي صُفْرَة على رأس جيش عام 44هـ، فغزا منطقة السند, وقاتل قتالاً شديدًا [5]
وكانت كلُّ هذه المحاولات محاولات غير منتظمة، ذلك يرجع إلى انشغال الخلفاء الراشدين بمواجهة أقوى دولتين- في ذلك الوقت- وهما الدولة الفارسية والدولة البيزنطية.


فاتح السند
وبدأت المحاولات الفعلية لفتح الهند في خلافة  عبدالملك بن مروان (65-86هـ) بعدما ولَّى الحجاجَ بن يوسف الثقفي أمْرَ المشرق، فأرسل إلى السند "مُجَّاعَة بن سِعْرٍ التميمي" عاملاً على ثغر السند فاستطاع فتح بعض المناطق، ووافاه الأجل قبل مرور عام، وفي هذه الأثناء اختَطَف القراصنة الهنودُ بعضَ النساء المسلمات، فطلب الحجاج من ملك السند "داهر" تسليم هذه النساء، ولم يقدر " داهر" ملكُ الهند على استردادهن، وقد استغاثت إحداهن بالحجاج، فلبَّاها.
إلاَّ أن بعضًا من كتب التاريخ تتحدث عن سبب آخر؛ وهو أن جماعة من بني هاشم فرُّوا من ظلم الحجاج متَّجهين للسند، فأرسل إلى ملكها ليردَّهم، لكنه لم يظْفَر بما يريد، وأيًّا كان السبب فقد أرسل الحجاج بن يوسف الثقفي بعض قوَّاده لهذه البلاد، لكنه فشل في مهمته، فوجَّه ابنَ أخيه محمد بن قاسم الثقفي سنة 92هـ، وقد أظهر مهارة فائقة في مواجهة العدُوِّ، فنزل بالدَّيْبُل ) مدينة بالقرب من كراتشي، لكنها اندثرت الآن (، وكان بها صنمًا كبيرًا فهدمه، وهزم عامل "داهر" ثم بنى بها مسجدًا، ثم تابع سيره فأخضع كلَّ البلاد التي تقع تحت سيطرة داهر، ثم خرج داهر لمواجهة الجيش المسلم، وانتهت المعركة بقتله، وبعدها اتَّجه محمد بجيشه نحو الشمال يريد "الرور"، فقاتله أهلها، لكنهم انهزموا في النهاية، فكانت هذه إيذانًا بانتشار الإسلام في الهند [6]
وانتهى دَوْرُ محمد بن القاسم في الهند حين تولَّى سليمان بن عبد الملك الخلافة سنة 96هـ عندما عزله واستدعاه.


الأمويون يواصلون الفتوحات
وفي خلافة  عمر بن عبدالعزيز (99-101هـ) انتهج نهجًا مغايِرًا في فتح الهند؛ فقد كتب لملوك السند يدعوهم إلى الإسلام على أن يُمَلِّكهم بلادهم، ولهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، وقد كانت سيرته بَلَغَتْهُم، فأسلم "جيشيه بن داهر"، وقد تَسَمَّى ملوك الهند المسلمين بأسماء العرب، وأُبْقِيَ ملوك السند المسلمين على بلادهم أيام عمر و يزيد بن عبدالملك.
ونشطت حركة الجهاد في عهد  هشام بن عبدالملك (105-125هــ)، ومن ثَمَّ كان لها أثرها الإيجابي في توطيد الأوضاع في بلاد السند؛ فقد أرسل هشام بن عبد الملك، الجُنَيْد بن عبد الرحمن المري فقام بإخضاع إقليم السند والكَجَرَات بالطمأنينة والأمن وكان ذلك عام 107هـ، ثم عُيِّن خالد بن عبد الله القسري واليًا على بلاد الهند، فأحيا الجهاد في الهند، وقضى على الفتن، واستقرَّت الأوضاع بفضل سيرته الحسنة، وفي عام 122هـ تولَّى ولاية السند عمرو بن محمد بن القاسم، فكان من أعماله بِناء مدينة المنصورة لتكون حصنًا للمسلمين عند أي هجوم من الأعداء، وكانت لعمرو بن محمد بن القاسم أعمال حميدة، وتمتَّع بمحبة أهل السند لشهرة أبيه فاتح السند .[7]
العباسيون يكملون مشوار الفتوحات
وفي بداية  الخلافة العباسية تحمَّس الخلفاء لمواصلة الفتح الإسلامي للهند؛ إلا أنَّ هذا الاهتمام كان متفاوتًا من خليفة لآخر تَبَعًا لسيطرته على الدولة.
حيث أرسل السفاح(132-136) إلى السند منصور بن جَهْوَر فملكها، ثم ثار فيها عليه، فبعث له موسى بن كعب  عام 134هـ، فأخذها منه وفرَّ منصور، واتَّجه إلى الصحراء فمات عطشًا، وبقي موسى بن كعب واليًا على السند حتى تُوُفِّيَ [8]
وعندما جاء المنصور (136 - 158هـ) إلى سُدَّة الحُكْمِ، اهتمَّ بالهند اهتمام أخيه السفاح، إلا أن عُيَيْنَة بن موسى بن كعب قد خلع الطاعة، فأرسل له أبو جعفر المنصور قوَّة بإمرة عمرو بن حفص بن أبي صُفْرَة، فتَمَكَّن عمرو من قهر عُيَيْنة، وتسلَّم ولاية السند والهند، حتى وُلِّي مكانه عام 157هـ هشام بن عمرو التغلبي  [9]وتابع عمرو بن جمل الفتوح زمن الخليفة المنصور؛ فقد كان عمرو قائد الجيش الذي فتح "كشمير"، و"المُلْتَان)، مدينة باكستانية تقع في الجزء الجنوبي من محافظة البنجاب) وأصبح عمرو بن جمل والي منطقة "نارند"، وكان المسلمون يهدمون الأصنام، ويبنون المساجد، ويُحْسِنون إلى الناس، وقد أحسَّ الناس بفضل الله عليهم مع قيام حكم المسلمين، ولقد استمرَّ حكم المسلمين للسند مدَّة واستقر أمرهم فيها.
وفي عام 174هـ بعث  هارون الرشيد (170-193) إسحاق بن سليمان الهاشمي فمات، فولَّى مكانه ابنه يوسف بن إسحاق، ثم عزله، وولى طيفور بن عبد الله بن المنصور الحميري، ثم جابر بن الأشعث الطائي، ثم ولَّى الرشيدُ على ثغر السند عام 184هـ بعد أن فشل الذين تولَّوْا هذه المهمَّة داود بن يزيد بن حاتم المهلبي فاستقام الأمر، وبقي حتى تُوُفِّيَ عام 205هـ، وفي عام 240هـ في عهد الخليفة المتوكَّل وثب على حكم السند عمر بن عبد العزيز الهَبَّاري، وأطاعه الناس فرَضِيَ عنه المتوكِّل، وأقرَّه [10].
استقر الحكم الإسلامي في الهند ورسخت أقدامه وقامت له دولة منذ أن بدأ السلطان الافغاني المجاهد "محمود الغزنوي فتوحاته العظيمة في الهند سنة (392هـ ، 1001م)، وامتد لأكثر من ثمانية قرون، تعاقبت في أثنائها الدول والأسر الحاكمة، ونعم الناس بالأمن والسلام، والعدل والمساواة، وازدهرت الحضارة على النحو الذي لا تزال آثارها الباقية في الهند تخطف الأبصار.
وكانت إمبراطورية المغول في الهند آخر دولة حكمت الهند، ودام سلطانها نحو ثلاثة قرون، منذ أن أسسها ظهير الدين بابر في النصف الأول من القرن العاشر الهجري.
وتوالى على حكمها عدد من السلاطين العظام في مقدمتهم: السلطان "جلال الدين أكبر" الذي نهض بالدولة نهضة عظيمة، ونجح في تنظيم حكومة أجمع المؤرخون على دقتها وقوتها. والسلطان "شاه جهان" الذي اشتهر ببنائه مقبرة "تاج محل" لزوجته "ممتاز محل" وهي تُعد من روائع الفن المعماري، ومن عجائب الدنيا المعروفة. والسلطان "أورنك أزيب" الذي تمسك بالسنة وأشرف على الموسوعة المعروفة بالفتاوى الهندية أو العالمكيرية، نسبة إلى "عالمكير"، وهو اسم اشتهر به في الهند.
ثم أتى بعد ذلك وقت ضعفت فيه الدولة بعد قوة، وانصرف رجالها إلى الاهتمام بمصالحهم الخاصة، والكنوز التي حصلوا عليها في فتوحاتهم، وانتهز "نادر شاه" الفارسي فرصة تردي الدولة المغولية في الهند، فزحف عليها سنة (1153هـ ، 1740م)، وأحدث بدهلي عاصمة الدولة الدمار والخراب،
 بدايات الانهيار
و استمرت الأوضاع في التردي مما ساعد الإنجليز في الزحف والسيطرة على الهند ، تحت ستار شركة الهند الشرقية، ودخلوا "دهلي" في مستهل القرن التاسع عشر الميلادي، وبسطوا سلطانهم في البنجاب.
وقد فقد المسلمون في الفترة التي استولى فيها الإنجليز على الهند ما كانوا يتمتعون به من سلطان ونفوذ، واحتكام إلى الشرع الحنيف في كل الأمور، ولم يكن لسلاطين دلهي من الحكم شيء، وتمادى الإنجليز في طغيانهم، فعمدوا إلى تغيير الطابع الإسلامي لبعض المناطق الهندية ذات الأهمية الكبيرة، وإلى محاربة التعليم الإسلامي والاستيلاء على الأوقاف الإسلامية وإذكاء نار العداوة بين المسلمين والطوائف الأخرى.
في ظل هذه الأجواء المتردية تولى "بهادر شاه الثاني" الحكم في الهند سنة 1254هـ ،1838م)، خلفًا لأبيه السطلان "محمد أكبر شاه الثاني"، وأحكم الإنجليز في عهده سيطرتهم على البلاد، وفرضوا نفوذهم على سلاطين الهند، الذين كانوا يتقاضون رواتب مالية منهم، ، وبلغ من تعنتهم ومدى نفوذهم أنهم كانوا يتحكمون فيمن يدخل "دلهي" ومن يخرج منها.
وكانت سياسة الإنجليز قائمة على جعل أعمال الحكومة في أيديهم، في حين يبقى الحكم باسم السلطان المسلم، ويذكر اسمه في المساجد، وتضرب النقود باسمه، للتفريق بين الحكم وبين الملك، الذي عد رمزًا للحكم الإسلامي .
  ثورة الختام
وقد أوجد هذا الوضع  سخط عام في الهند على وجود الإنجليز الذين ينهبون خيراتها ويمارسون سياسة متعسفة وظالمة ضد المسلمين، وكان شمال الهند أكثر المناطق استعدادًا للثورة، حيث يكثر المسلمون، وتطغى سياسة الإنجليز الباطشة والمستهزئة بعقائد المسلمين وعباداتهم.
وبالفعل دفع هذا الوضع الضباط  المسلمين والهندوس لأن يعلنوا في (26 من رمضان 1274هـ ، 11 من مايو 1858م) الثورة ضد الانجليز، حيث انقضّوا على ضباط الإنجليز وقتلوهم، وانطلقوا إلى "دلهي" ، وسرعان ما انتشر لهيب الثورة حتى عم دلهي وما حولها. وقد دعا بهادر شاه قائد الثورة  علماء المسلمين إلى اجتماع في المسجد الجامع بدلهي، وأعلنوا فتوى بإعلان الجهاد وقَّعها كثير من العلماء البارزين، وكان لها أثر عظيم في تأييد الثورة واجتماع الناس للبذل والجهاد، واتحد الثائرون من المسلمين والهندوس، واختاروا بهادر شاه قائدًا عامًا للثورة.
لكن الثورة افتقدت للتخطيط الدقيق، وللقيادة الواعية التي تستطيع أن تتحكم في حركة الثورة، ولم يكن بهادر شاه يصلح لهذا الدور لكبر سنه، واستطاع الإنجليز أن يعيدوا تنظيم أنفسهم، وتجميع قوات هندية من الأمراء الموالين في بعض مناطق الهند، وانضم إليهم "السيخ" وكانوا يكنون عداء شديدًا للمسلمين، الأمر الذي ساعدهم على مقاومة الثورة والقضاء عليها في دلهي والمناطق الأخرى التي اشتعلت بها .
وبفشل تلك الثورة تكون قد سقطت دولة المغول الإسلامية في الهند، وطويت آخر صفحة من صفحات الحكم الإسلامي في الهند الذي ظل شامخًا أكثر من ثمانية قرون[11] 
المسلمون أقلية في الهند:
 يمثل المسلمون اليوم ما يزيد على 13% من سكان الهند، مقارنة بـ12% في السنوات العشر السابقة، في حين يمثل الهندوس أكثر من 80%.
وكان تعداد سكاني أعد على أساس ديني في الهند في أواخر 2004 قد أظهر أن أعداد المسلمين تنمو بسرعة، وهو الاتجاه الذي قد يثير غضب الجماعات الهندوسية المتشددة التي تخشى أن تهدد زيادة عدد المسلمين هيمنة الهندوس السياسية.
وأظهرت هذه البيانات أن المسلمين زادوا بنسبة 36% إلى 138 مليونًا في 10 سنوات حتى عام 2001، وهذا المعدل أسرع من معدل نموهم في العقد السابق وكان 34.5%. ونما الهندوس ـ الأكثر عددًا بكثير ـ بنسبة 20.3% خلال السنوات العشر حتى عام 2001 بالمقارنة مع 25.1% خلال السنوات العشر السابقة. كذلك أظهرت بيانات التعداد أن النصارى يمثلون ثالث أكبر طائفة دينية في البلاد ويبلغ عددهم 24 مليونًا، بينما يبلغ عدد السيخ 19 مليونًا
[12]
وهذا العدد هو أكبر أقلية للمسلمين في العالم.
  الحالة الاجتماعية للمسلمين في الهند:   
    بعد تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947 هاجر عدد كبير من المثقفين المسلمين وموظفي الحكومة والأطباء ورجال القانون إلى الباكستان. وقد أدى ذلك إلى حدوث تغيير في البنية الاجتماعية للمسلمين . وأدى إلى  تردي أوضاعهم السياسية و والاقتصادية، فانسحبوا منذ ذلك الوقت إلى الخلف عَقبَ إعادة بناء الإدارة الهندية .
و الإسلام هناك يتكيّف تبعاً لطبيعة المكان ، فيا يتعلّق بالشعائر والمعطيات الثقافية، ففي بعض الأماكن يلاحظ أن  تقديس الأولياء المنتشر انتشاراً واسعاً، ويمارسه المسلمون والهندوس على السواء
   وتعتبر المعابد الموضعية أماكن لقاء تختفي عندها حدود الانتماء الديني.
وفي المناطق المدنية هناك إسلاماً أكثر تشدداً مما هو عليه في الريف. وينتشر الإسلام السياسي في الطبقة المتوسطة والطبقة المتوسطة الدنيا، و يهدف إلى تنقية الإسلام من التأثيرات المحلية، لكن هذا الوضع أوجد نوعاً من الانقسام بين التيارات الفكرية السنيّة المختلفة فيما بينها من ناحية وبين السنّة والشيعة من ناحية أخرى؛ وكثيراً ما تنشأ أعمال عنف بينهم
 تعود المصادمات بين المسلمين و الهندوس الى جذور تاريخية قديمة ارتبطت بدخول الاسلام الى شبه القارة الهندية. فلقد سيطر المسلمون على معظم اجزاء المنطقة ودخل الهندوس في الاسلام أفواجاً أفواجاً حتى شكلوا أقلية مسلمة كبيرة ضمت حوالي ثلث سكان شبه القارة الهندية قبيل استقلال المنطقة عن بريطانيا.
وقد ترك اعتناق ملايين الهندوس للإسلام اثناء فترة حكم المسلمين لشبه القارة الهندية  شعوراً بالمرارة وخيبة الأمل لدى كثيرين من الهندوس بسبب التحدي الكبير الذي واجههم من الاسلام. وعلى الرغم من الجهود التبشيرية الكبيرة التي قامت بها الكنيسة الأوروبية مدعومة من الاستعمار البريطاني إلا انها لم تحقق نجاحاً كبيراً في نشر المسيحية في الهند، حيث بقي المسيحيون في الهند أقلية صغيرة جداً مقارنة بالمسلمين. وكذلك الأمر بالنسبة للطائفة السيخية التي انشقت عن الهندوسية وشكلت ديانة خاصة جمعت بها بين بعض الأسس الهندوسية والتعاليم الجديدة التي أخذت بعضها من الاسلام، فهذه الطائفة ما زالت محدودة جداً في الهند وذلك بالرغم من اعتقاد مؤسسيها بأن اعداداً كبيرة من الهندوس سوف يؤمنون بها عوضاً عن اعتناقهم للإسلام
   يشكل المسلمون في الهند نسبة 14.5% من السكان. ولكن وعلى الرغم من عددهم الكبير، إلا أنهم  يعيشون في أوضاع غير مريحة. فقد أظهرت دراسة جديدة مقلقة أن المستوى التعليمي للمسلمين الهنود، يكشف عن فجوة كبيرة بين المسلمين وغير المسلمين ، وهم أقل تعليما وأفقر وأقصر عمرا وأقل تمتعا بالضمانات، وأقل صحة من نظرائهم غير المسلمين (هندوس وبوذيين ومسيحيي .
   ففي المناطق الريفية هناك 29% من المسلمين يحصلون على أقل من 6 دولارات شهريا مقارنة بـ26% لغير المسلمين، وفي المدن فإن الفجوة تزداد حيث تصل نسبة من يحصلون على أقل من 6 دولارات يوميا إلى 40% بين المسلمين، مقابل 22% بين غير المسلمين. وهناك 29 ألف مسلم فقط في الجيش الهندي، البالغ عدده 1.3 مليون عسكري.
في الوقت نفسه هناك 30% من المسلمين الأميين في المدن، مقابل 19% من غير المسلمين. وهم على الرغم من نواقص وعيوب النظام السياسي والاقتصادي تمكنوا من التقدم إلى الأمام.
    أضف إلى ذلك أن البنات المسلمات يشكلن الفئة الأقل تعليما في المجتمع الهندي ، تقدر نسبة البنات المسلمات اللائي يكملن ثماني سنوات في مرحلة التعليم العام بأقل من 17 في المائة، وتبلغ نسبة المسلمات اللائي يكملن المرحلة الثانوية العليا اقل من 10 في المائة[13]
إن تهميش المسلمين بوجه عام منذ 1947 أمر معروف للجميع، و قد برزت هذه الحقيقة من خلال العديد من الدراسات و حتى اللجان التي شكلتها الحكومات المختلفة، ولكن جل هذه اللجان ببساطة كانت خدع سياسية حيث رفعت تقاريرها و قدمت توصيات مختلفة للحكومة لمعالجة تهميش المسلمين. إلا أن الحكومة أعارت اهتماما قليلا لهذه الاقتراحات أو لم تعر لها أي اهتمام مستخدمة هذه اللجان خدعا لكسب أصوات الناخبين عن طريق إعطاء انطباع بأنها جادة حول مسلة تخلف المسلمين. ولكنها في الحقيقة لم تعمل شيئا حياله.[14]
الوضع الديني
  المسلمون في الهند أكبر الأقليات في العالم، إذ يزيد عددهم على 120 مليون
نسمة في بحر من السكان الوثنيين من هندوس وسيخ وبوذيين وغيرهم. وكانت
وجهة نظر بعض علماء ومفكري المسلمين في الهند قبل الاستقلال عدم تقسيم البلاد
بين المسلمين وغيرهم، وكان على هذا الرأي العلامة: أبو الكلام آزاد، والعلامة:
أبو الأعلى المودودي، وغيرهما. لكن الرأي الآخر المنادي بالتقسيم وإقامة دولة
مستقلة للمسلمين هي (باكستان) قد تَغلَّب فيما بعد، وبقي من بقى من المسلمين في
الهند أقلية، مما أفقدهم الكثير من عناصر قوتهم. ومعاناتهم اليوم  إنما هي نتيجة طبيعية لذلك التقسيم، الذي انقسم بموجبه
المسلمون في الهند إلى قسمين كما هو معروف. 
 وتحولت حياة المسلمين الدينية والسياسية تحولاً كاملاً للأسوأ، وبقى العامة
لا قادة لهم حينما انقطع جل العلماء للحلقات والزوايا بينما الأعداء يستولون على
الأراضي بالحديد والنار، وصار المسلمون في حال لا تسر الصديق حيث أصبحوا
فئتين متناقضتين هما:
أ - فئة آمنت بالعلوم الغربية، ورأت الأخذ بالحياة الغربية على علاتها سبيلا
للنهضة.
ب - فئة أخرى رأت التمسك بما ورثوه من علوم جامدة وأساليب متوارثة
رأت أنه لا يمكن العدول عنها.
 وعلى إثر ذلك نشأت عدد من المدار س والجامعات منها جامعة عليكرة وجامعة ديوبند  ودار العلوم [15]
   ومع ذلك انتشر الجهل بين كثير من المسلمين ، مما يحتاج معه الأمر إلى كثير من الجهد والعطاء.
التعليم الإسلامي في الهند :
  تضم الهند العديد من الجمعيات والهيئات الإسلامية التي تنتشر في أنحاء مختلفة من البلاد ، وتزاول أنشطة مختلفة لصالح المسلمين مثل إقامة المدارس والجامعات والهيئات الخيرية ، وإصدار الصحف والمجلات والاهتمام بالتعليم من أبرز الأنشطة بالجمعيات والهيئات الإسلامية بالهند ، هذه الأنشطة موزعة توزيعاً جغرافياً على جميع أنحاء الهند ، غير أنه رغم كثرة هذه المؤسسات إلا أن هناك قصور واضح في تلبية احتياجات المسلمين .
في شمال الهند : توجد دار العلوم التابعة لندوة العلماء ومركزها في مدينة ( ديوبند) 
في غرب الهند : توجد دار العلوم الأشرفية في مدينة ناندير بمباي وهي أقدم المدارس العربية ، والجامعة الحسينية في مدينة راندير ، والجامعة العربية الإسلامية في ولاية سورت أيضاً .
في جنوب غربي الهند : توجد روضة العلوم ، والكية العربية " مظاهر العلوم سليم " ومدرسة كيرالا .
في جنوب شرقي الهند : جامعة دار السلام في مدينة عمر أباد ، ومدرسة الباقيات الصالحات ، والمدرسة الجمالية .
في وسط الهند : " حيدر أباد " الجامعة الإسلامية النظامية – الجامعة العثمانية وتوجد مدارس للشيعة في يكنو .
المدارس والجامعات العصرية : فمنها الجامعة الإسلامية في " عليكره " وهي أبرز الجامعات العصرية ، والجامعة الإسلامية الجلية في دلهي ، وهناك مركز إسلامي كبير في " عليكره " . وفي ولاية راجستان توجد جامعة الهداية ، وتهتم بالتعليم المهني إلى جانب التعليم الإسلامي . في الهند 9 مكتبات إسلامية موزعة على أهم المدن .
في ولاية كجرات : تكونت هيئة إصلاح المسلمين سنة 1953 م وتقوم بفتح مدارس ، وإنشاء كتاتيب وبناء المساجد ، وتتولى إدارة 180 مدرسة . وأنشأت 34 مسجداً ، وأصلحت 40 مسجداً ، وحفرت أبار للمساجد في 65 قرية .
وفي  الهند حوالي 2500 مدرسة ومعهد وجامعة إسلامية منتشرة في معظم أنحاء البلاد[16]



[1]  عدنان علي رضا النحوي : ملحمة الإسلام في الهند ،دار النحوي للنشر والتوزيع ،ط2 ، 1415هـ‘ص36 بتصرف.
[2] عبدالمنعم النمر : تاريخ الإسلام في الهند ، دار العهد الجديد للطباعة ،  1378م ص60. 3/530.
[3] أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري:  فتوح البلدان ، دار ومكتبة الهلال- بيروت ‘  1988 م
[4] المرجع السابق ،  3/531.
[5] المرجع السابق ، 3/531.
[6] عبدالمنعم النمر : تاريخ الإسلام في الهند ، دار العهد الجديد للطباعة ،  1378م ، ص73-75 بتصرف.
[7]    ابن الأثير الجزري: الكامل في التاريخ ، دار الكتب العلمية ، ط1 ، 1407هـ ،2/386.
[8] محمود شاكر : التاريخ الاسلامي ،  المكتب الاسلامي بيروت ، 1411،  5/80، 81.
[9] المرجع السابق ،5/119 بتصرف.
[10] المرجع السابق ، 7/216 بتصرف
[11] محمود السيد الدغيم : المسلمون في الهند ، مجلة البيان، العدد 238
[12] اللجنة العلمية : مقالة ملامح عن الهند  ،موقع دليل الإيمان الإلكتروني ، ،28 آذار/مارس 2011م.
[13] Staff : الهند والإسلام ، مواقع دار الإيمان الالكتروني ،  28 آذار/مارس
[14] يوغيندر سيكند و عمران علي : الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمسلمين في الهند، ترجمة بوابة الهند (29 يناير / كانون الثاني 2007)


[15] أحمد بن عبد العزيز أبو عامر: المسلمون في الهند ، مجلة البيان، العدد 238
[16] مقتدي ياسين :الاقليات المسلمة  ، بحث  بعنوان  حالة اللغة العربية في الهند  اصدار  دار الندوة العالمية. المجلد 2.

        
 ------------------------------


(المبحث الرابع )
جامعة القرآن والسنة ودورها في نشر التعليم الإسلامي
-   مدينة بجنور
-   الحالة التعليمية للمسلمين في بجنور
-   أهمية المدارس والجامعات الإسلامية
-  سبب إنشاء جامعة القرآن والسنة
-   التعريف جامعة القرآن والسنة
- أهم إنجازات الجامعة
- الخاتمة

------



مدينة بجنور
احتلت مدينة بجنور مكانة سامية في تاريخها ، فاعتبرت مقر مديرية بجنور ، يسكنها ثلاثة ملايين ومأتين ألف نسمة ، نسبة المسلمين 55 في المائة ، ويشتغل أهلها بالزراعة ، وكانت حالة المسلمين ضعيفة جدا من ناحية فهم أمور الدين حتى إنشاء جامعة القرآن والسنة والمعاهد التابعة لها .
الحالة التعليمية للمسلمين في بجنور
رغم إن عدد المسلمين كبير في مديرية بجنور وهم الأغلبية إلا أنهم كانوا بعيدين عن فهم الإسلام الصحيح لعدم وجود معاهد أو جامعات إسلامية في المدينة ، فكان الناس إما جاهل مبتعد عن كل أمور الإسلام أو جاهل تعلق بالخرفات كالتبرك بالقبور .
 وقد تغير الحال بشكل كبير بعد إنشاء جامعة القران والسنة ، حيث قامت بجهد كبير في ربط الناس بدينهم الصحيح عن طريق معاهدها ومساجدها المنتشرة في كل مكان .     
أهمية المدارس والجامعات الإسلامية   
   لا يخفى على من له امام بأحوال المسلمين في الهند ما يواحهونه من مضايقات وتحديات بغير حق إلا أنهم قالوا ربنا الله ثم استقاموا على دينهم وعقيدتهم قائلين بكل فخر واعتزاز أننا مسلمون متبعون كتاب الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع الاحترام لجميع علماء الإسلام والاستفادة بجهودهم العلمية عند الضرورة . وبتوفيق الله عز وجل انهم ثابتون على دينهم الإسلام محتسبين اجرهم على الله حتى يأتيهم اليقين .
فنظرا إلى وضع المسلمين في الهند بأنهم أقلية في الهند وحالتهم الاقتصادية ضعيفة ونظرا إلى التحديات والمضايقات التي يواجهونها في الهند في بقائهم على عقيدتهم وعلى تشخصهم الإسلامي وفي اداء شعائر دينهم تتبين أهمية المدارس والجامعات الإسلامية الأهلية في الهند ودورها الذي تقوم به لأنها هي اتي تعمهم دينهم وتربي أبنائهم تربية إسلامية وتقدم لهم دعاة الإسلام وحماته يدعونهم في أداء شعائر دينهم بعلم ومعرفة وبصيرة وحكمة واعتدال , وقفون في وجه التيارات الهدامة والغزو الفكري لهم من أعداء الإسلام , كما يعملون لجمع كلمة المسلمين مذكرين لهم قول الله عز وجل :[واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ] [آل عمران : 103 ]
وقوله تعالى : [ ياأيها الذين آمنو اطيعوا الله واطيعوا الرسو ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وابروا ان الله مع الصابرين ][ الأنفال : 36 ]
كما يدعونهم إلى اتباع الكتاب والسنة اتباعا كاملا في كل شي مع احترام جميع علماء الإسلام والأئمة المجتهدين ومع الاستفادة بجهودهم العلمية عند الضرورة .
سبب إنشاء جامعة القرآن والسنة
 إن الهند حكمها المسلمون منذ إلى ثمانية قرون ثم احتلها الانكليز أكثر من مائة سنة وانهم اسروا آخر الملوك المسلمين املك شاه محمد ظفر وسجنوه في جزيرة "رنكون " ببرما 1857م . ثم تحررت الهند من احتلال الإنكليز بفضل الله تعالى أولا ثم بجهود المسلمين والهندوس معا 1947 م ثم أصبحت الهند دولة علمانية جمهورية لا دين لها فلا تعلم دينا رسميا .
ويمنح دستورها حرية الأديان لجميع سكانها وحرية تعليمها على حساب أصحابها من غير منع ولا دعم من الحكومة .
فالمدارس الحكومية تعلم العلوم الاجتماعية العصرية ولا تعلم العلوم الدينية . وبقيت مسئولية تعليم ادين وتعليم شعائره على عاتق أهله إن أرادوا ذلك . فمسئولية تعليم دين الاسلام وبناء أماكن شعائره ومسئولية تربية أبناء المسلمين تربية اسلامية أصبحت من مسؤوليات المسمين أنفسهم . فعليهم أن يؤسسوا المدارس والجامعات الإسلامية الأهلية والمساجد لتعليم دينهم الإسلام وتعليم القرآن وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وتربية أبنائهم على اتباعهما على اتباعهما على حسابهم لتخرج لهم حفاظ القرآن المجودين وأئمة المساجد المتأهلين والعلماء والدعاة البارعين والمبلغين المصلحين .
فمن هنا أسست مدارس وجامعات اسلامية أهلية ومساجد من المسلمين المحسنين المتبرعين في الهند . وانني درست في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة علوم الكتاب والسنة منذ سنة 1398 هـ بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية ثم بمرحلتي الماجيستر والدكتوراه حتى تخرجت بها سنة : 1410 هـ - 1990 م وأثناء دراستي في الجامعة الإسلامية شعرت بحاجة ماسة لنقل أمانة علوم اكتاب والسنة إلى اخواني المسلمين في الهند من حيث المواد والمصادر ومن حيث المناهج الدراسية وطرق التدريس وأساليب التربية والتوجيه والدعوة والإرشاد لأن المناهج وطرق التدريس والتربية بالمملكة العربية السعودية جامعة شاملة اصلية صافية خالية من الزوائد تستهدف إلى تخريج علماء اكفاء ودعاة معتدلين آخذين في كل شئ بالحكمة ووسطية الإسلام ومتبعين كتاب والسنة مع احترام جميع علماء الإسلام .
فبعد التخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1410 هـ 1990 م عملا بقوله تعالى :
[ وما كان المؤمنون لينفروا كآفة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة يتفقهوا في الدين ولينذروا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا لعلهم يحذرون ] [ التوبة : 122 ] .
رجعت إلى الهند بما درست من أمانة علوم الكتاب والسنة وطرق التدريس والتربية وأساليب الدعوة ومنهج الوسطية في الدعوة والإرشاد . وبتوفيق الله عز وجل ونصره تعالى اولا ثم بدعم من المحسنين في المملكة وفي الهند قمت بإنشاء هذه الجامعة التي هي أمامكم اليوم . وبالله التوفيق
وبعد هذا البيان لسبب إنشاء هذه الجامعة إليكم تعريفها ودستورها ونظامها وأهدافها وأقسامها وخدمتها وحاجاتها وطموحاتها وكلمة شكر من مديرها لله عز وجل اولا ثم للمحسنين إليها .
 التعريف بجامعة القرآن والسنة
(1)  اسمها : جامعة القرآن والسنة الخيرية ,المدينة والمديرية بجنور يوبى الهند , رقم مكتب البريد / 246701
وهي تابعة لفرقانية ايجو كيشن ترست بجنور
(2)  مساحتها : سنة وعشرون الف مترا مربعا .
(3)  سنة تأسيسها : 1410 هـ 1990 م
(4)  مؤسسها ومديرها : د / فرقان مهربان علي المدني خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية في المراحل الثلاثة كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية والماجيستر والدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن
(5)  دخلها : جامعة إسلامية اهلية خيرية قائمة على التوكل على الله عز وجل أولا ثم على تبرعات الملمين المحسنين .
( 6 ) مبانيها :
أ‌.        مسجد الجامعة ذات دورين من ثلاثة جوانب شمالا وجنوبا وشرقا
ب‌.    مبنى الفصول الدراسية وهو اكبر مبانيها ذات ثلاثة أدوار عدد فصولها 24 / مساحتها لكل دور .
ت‌.    مبنى المكاتب والاسكان وفيه خمسون غرفة
ث‌.    مبنى دار الأيتام وغيرهم للإسكان عدد غرفها 20
ج‌.      مبنى المدرسة الاجتماعية وعدد فصولها 10
( 7 ) دستورها ومنهجها :
الكتاب والسنة واتباعهما على منهج السلف الصالحين .
(8) أهدافها :
(1) تعليم عقيدة التوحيد الاسلامية من الكتاب والسنة على ريقة السلف الصالحين مع التحذير من الشرك والبدع والتقاليد غير الاسلامية .
(2) تعليم أبناء الملمين علوم الكتاب والسنة ومايتبعها .
(3) دعوة المسلمين إلى اتباع الكتاب والسنة اتباعا كاملا مع احترام جميع علماء الاسلام والائمة المجتهدين والاستفادة بجهودهم العلمية عند الضرورة ومع الالتزام بالوسطية الاسلامية في التعليم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والارشاد م غير افرا ولاتفري ومن غير غلو وبلا تشدد .
(4) الدعوة لغير المسلمين الى الاسلام بالقلم واللسان وحسن التعامل وصدق الحديث ومكارم الاخلاق والبر والاحسان الى المحتاجين منهم .
(5) إعداد حفاظ القران المجودين وائمة المساجد المتأهلين .
(6) إعداد علماء الكتاب والسنة الذين يدعون إلى الله بمعرفة وحكمة وموعظة حسنة وحلم وصبر وذلك بالتدريس في المدارس الاسلامية والامامة والخطابة في المساجد وتذكير المسلمين بمسؤولياتهم في المجتمع وقيادتهم في ضوء الكتاب والسنة.
(7) الامر بالعروف والنهي عن المنكر والدعوة والارشاد والافتاء في ضوء الكتاب والسنة .
(8) الدفاع عن حقوق المسلمين الدينية والاجتماعية
(9) دعوة المسلمين إلى الاعتصام بحبل الله القرآن وتحذيرهم عن التفرق فيما بينهم وعن العصيان والطغيان
(10 ) التعاون على البر والتقوى مع جميع مدارس وجامعات وجمعيات إسلامية تعليمية وتربوية واجتماعية .
(11) إنشاء مدارس تحفيظ القرآن وحلقاته وبناء المساجد وحفر الآبار في أماكن الحاجة وخاصة في القرى
(12) التأليف والتحقيق والنشر حول المواضع التي تهم الإسلام والمسلمين في الشؤون الدينية والاجتماعية .
(13) التعريف والبيان لجهود المملكة العربية السعودية وخدماتها في نشر التوحيد والقرآن والسنة وخدمة الحرمين الشريفين والاسلام والمسلمين على مستوى العالم وبيان تقدمها وانجازاتها في مجال التعليم ومناهجه ومدى إهتمامها بشؤون الدعوة والدعاة في داخلها وخارجها وذلك ليتعرف عليها المسلمون في الهند ويستفيدوا بمناهجها التعليمية والتربوية والدعوية ولتتحقق صلة وتعاون بين المدارس والجامعات الاسلامية بالدول العربية الاسلامية ومؤسساتها للتعليم والتربية والدعوة والارشاد .
(14 ) الاهتمام بألفاظ على التراث الاسلامي بإنشاء المكتبة الاسلامية في الجامعه .
أنشأت الجامعة مكتبة اسلامية ذاخرة بالكتب القيمة من المصادر والمراجع في العلوم الاسلامية من العقيدة والسيرة النبوية والتفسير وأصوله والحديث ومصطلحاته والفقه وأصوله والتاريخ واللغة العربية والأدب العربي الإسلامي كما توجد فيها كتب المناهج الدراسية التي توزع للطلاب في بداية السنة الدراسية . \
(15)  إعداد المنهج الدراسي المفيد بحذف واضافة في المنهج الدراسي الجاري في المدارس الاسلامية بالهند من قبل وذلك بالاستفادة بالمنهج الدراسي الجديد بالمملكة العربية السعودية الذي اعدته لجان متخصصة في إعداد المناهج الدراسية ولاتزال المملكة متمرة في تعديلها بحذف واضافة حسب الضرورة وقد زودتنا وزارة الشؤون  الاسلامية بالمملكة العربية السعودية بمقررات المناهج الدراسية في المملكة من الابتدائي إلى الثانوي ونستفيد بها في مناهجنا التعليمية جزاها الله تعالى خير الجزاء .
(9)اللجنة الاستشارية في إدارة الجامعة وتطويرها:
في الجامعة لجنة استشارية أعضائها من كبار العلماء والخبراء والمهندسين وهم :
(1)  فضيلة الشيخ أبو فهد ناصر بن عبدالله الشايع من الرياض رئيسا للجامعة ورئيسا للجنة الادارية لها .
(2)  وفضيلة الشيخ الدكتور /عبدالعزيز العبيد , الأمين العام للجنة العلمية بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة .
(3)  د/فرقان مهربان علي المدني مديرا
(4)  فضيلة الشيخ المفتى شكيل أحمد السيتافورى
(5)  الحاج محمد سلطان البجنورى
(6)  فضيلة الشيخ المفتى اكرام هريدوارى
(7)  د/ مسعود جاويد البجنورى
(8)  فضيلة الشيخ شوكت على بستوى
(9)  المهندس محمد عبدالسميع البجنورى
مدير الجامعة يدعوهم للاجتماع في السنة على الاقل مرة وعند الضرورة أكثر من مرة أو يذهب إليهم ويجتمع معهم للإستشارة وأخذ التوجيهات .
(11 ) الميزانية السنوية للجامعه :
ميزانية الجامعة السنوية 7000000 / روبية هندية .
الموارد للجامعة :
(1 ) تبرعات أهل الخير من المسلمين .
مراحل التعليم فيها :
(1)  مدرسة تحفيظ القرآن الابتدائية مدة الدراسة منها أربع سنوات .
(2)  قسم إقراء القرآن بالتجويد ويقبل فيه الطالب بعد إكماله حفظ القرآن الكريم فيتعلم فيه قواعر التجويد ويطبقها حدرا وتدويرا وترتيلا مع مراجعته ومع تعليم مبادئ العقيدة والفقه وفضائل القرآن ومسائل الصلاة والإمامة ومدة الدراسة فيه سنة واحدة .
(3)  المعهد المتوسط العربي الاسلامي مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات
(4)  المعهد الثانوي العربي الاسلامي مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات
(5)  الفضيلة مدة الدراسة فيها ثماني سنوات , ثلاث سنوات في المعهد المتوسط وثلاث سنوات في المعهد الثانوي وسنتان بعد الثانوي تسميان كلية الشريعة ( سنة مسكاة المصابيح)(ودورة الحديث )أي الدراسة التخصصية في علم الحديث
(6)  قسم التخصص في الفقة والإفتاء مدة الدراسة فيه سنة , ويقبل فيه الطلاب المتخرجون بمرحلة الفضيلة في الجامعة أو بغيرها من الجامعات الأخرى المعروفة والمنهج الدراسي في كل هذه الاقسام يشمل تعليم القرآن وعقيدة التوحيد والتفسير والحديث وأصوله والفقه وأصوله والسيرة النبوية وتاريخ الاسلام واللغة العربية والانكليزية والحساب والكمبيوتر .
(12 ) نظام الاختبارات والإجازات :
إن الراسة في الجامعة تبدأ من حادي عشر من شهر شوال من كل عام إلى نهاية عشر شعبان من كل عام وتعقد اختبارات مرتين في السنة , (1 ) نصف سنوية في العشر الأخير من شهر ربيع الأول ثم تكون الإجازة لمدة أسبوع ومن بداية ربيع الثاني من كل سنة تبدأ دراسة الفصل الثاني من جديد إلى عشرة شعبان وفي العشر الأول من شهر شعبان تعقد اختبارات سنوية , ثم يعلن عن النتائج للاختبارات ويعقد الحفل السنوي توزع فيه الشهادات على الطلاب الناجحين والجوائز المشجعة للممتازين منهم كما يقدم فيه تقرير تعليمي سنوي يعرض فيه الانتاج التعليمي والتربوي للسنة الدراسية كلها .
ولكل مادة مائة درجة فيما يدرس الطالب في السنة الدراسية كلها وتوزع هذه الدرجة الكاملة (100 ) على الاختبارين , الأربعون منها على الاختبار النصف السنوي الأول , والستون منها على الاختبار الثاني السنوي . واذا رسب الطالب في مادة أو مادتين يختبر في بداية السنة الدراسية الجديدة من جديد , فإذا نجح يترقى وإلا يعيد السنة التي رسب فيها وإذا لم يرض بالإعادة يفصل عن الدراسة .
وتكون في الاختبار ثلاثة أسئلة وكلها لازمة الإجابة . وتوزع على كل سؤال درجات حسب أهميته .
وإذا جاءنا طالب جديد نختبره في المرحلة التي جاء دارسا لها وناجحا فيها من مدرسة أخرى مع طلب الشهادة فيها منه, فلو قدم الشهادة للمرحلة المدروسة ونجح في الاختبار الشفوي عندنا تقبل في المرحلة التي يرد الالتحاق بها .
وبعد الاختبارات السنوية نعلن عن الإجازة السنوية من الحادي عشر من شهر شعبان إلى عشر شوال من كل عام.
(13 ) شهاداتها :
(1)  شهادة تحفيظ القرآن الابتدائية
(2)  شهادة قرأه القرآن بالتجويد ويقبل الطالب فيه بعد إكمال حفظ القرآن الكريم
(3)  شهادة العالمية الثانوية
(4)  شهادة الفضلة على تخرج الطلاب من دورة الحديث أي كلية الشريعة والدراسات الاسلامية
(5)  شهادة اتخصص في الفقه والإفتاء (شهادة المفتي )
(14 ) شروط القبول والتسجيل :
(1)  أن يكون اطالب ملما متبعا لكتاب والسنة على عقيدة اه السنة والجماعة وأن يكون ملتزما بالفرائض والأخلاق والآداب الإسلامية
(2)  أن لا يكون عمر الطالب اق من ثماني سنوات
(3)  ان يقدم اطالب تعريف نفسه مصدقا من رئيس قريته أو من مدير مركز شرطة بده
(4)  أن يختبر اطالب عند الالتحاق ويقدر المختبر له مرحلته اللائقة حسب مستواه الفعلي مع طلب شهادة منه للمرحلة السابقة التي جاء بعد دراسته لها
(5)  أن يتعهد الطالب بأن يلتزم بنظام الجامعة وضوابطها .
(15 ) إعاشة الطلاب والمدرسين والموظفين المقيمين بالسكن الداخلي في الجامعة :
في الجامعة مطبخ لإعداد الفطور والغداء والعشاء يعمل فيه أربعة عمال .
(16 ) الخدمات التي تقدم الجامعة لطلابها ومدرسيها :
(1)  التعليم جميع اطاب مجاني
(2)  تقديم الفطور والغداء والعشاء لجميع المقيمين بكن الجامعة من اطلاب والمدرسين والموظفين وكفاتهم في عاجهم الطارئ
(3)  توفير الماء والكهرباء لهم في سكنهم وفصولهم مجانا
(4)  تقديم المكافئة لطلاب دورة الحديث ( اسنة الأخيرة من الفضية ) قدرها 200 روبية لكل طالب شهريا وطلاب التخصص في الفقه والإفتاء قدرها 300 روبية لكل طالب شهريا
(17 ) عدد الطاب المقيمين بسكن الجامعة حاليا: أكثر من 450
(18 ) عدد المدرسين والموظفين : 55
(19 ) قسم التأليف والتحقيق والنشر والتوزيع:
تؤلف فيه الكتب في الدعوة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوزع مجانا بين المسلمين ومن الكتب التي ألفها مدير الجامعة .
(1)  استعينوا بالله في وجوب توحيد عبادة الله وحده والتحذير عن الشرك والبدع
(2)  بيان النحو , في قواعد اللغة العربية بالأمثلة من القرآن والسنة
(3)  فضائل القرآن وحملته
(4)  بيان الأضاحي وأحكامها
(5)  أهم تعليمات القرآن الكريم بالإيجاز
(6)  جهود الشيخ الامام المصلح المجدد محمد بن عبدالوهاب والسعودية العربية في نشر التوحيد والسنة والأمن واللام ( بالعربية في مجلدين ) وعدد صفحاته : 900.
(7)  محبة الصحابة لنبي صلى الله عيه وسلم .
(8)  أذكار انبي صلى الله عليه وسلم ودعاؤه عقب الصلوات المكتوبة .
                                                      (مع ترجمته باللغة الأرودية )
(20 ) موعد الدراسة والإجازة السنوية في الجامعة :
يبدا موعد قبول الطلاب والدراسة في الجامعة من 11 / شوال من كل سنة وينتهي في 10 / شعبان من كل سنة وبعد الاختبارات السنوية تبدأ الإجازة السنوية فيها من 11 / شعبان وتنتهى الإجازة السنوية في 10 / شوال من كل سنة وذلك دائما سواء كان الموسم صيفا  او شتاء وفي نهاية اعام الدراسي تعقد الاختبارات السنوية ثم يعقد الحفل السنوي ويدعى فيه عدد كبير للعلماء والقراء والمثقفين وعامة المسلمين وتقدم فيه الثمرات التعليمية والتربوية لتلك السنة الدراسية وتوزع الجوائز التشجيعية للطلاب المتفوقين كما توزع الشهادات جميع المتخرجين الناجحين ثم يغادر الطلاب الجامعة إلى أوطانهم في امان اه وحفظه عز وجل . وبالله التوفيق .
(21 ) فروع الجامعة :
(1)  مدرسة تعليم القرآن بمدينة جهالو , بجنور ,
(2)  مدرسة فرقانية لتعليم القرآن بقرية أومرى, بجنور
(3)  مدرسة فرقانية لتعليم القرآن بقرية مباركبور , بجنور
(4)  مركز السعدية لحفظ القرآن بقرية فريدفوا أودا , بجنور [1]
أهم إنجازات جامعة القرآن والسنة
لقد يسر الله للباحث وزار الجامعة مرتين وشاهد الدور الكبير التي تقوم به في خدمة الإسلام والمسلمين ، وفي مايلي أبرز إنجازات الجامعة:
-  تثقيف أهالي مديرية بجنور عن طريق المحاضرات والكتب الإسلامية وخطب الجمعة يشارك فيها كثير من علماء ودعاة الهند ، مما ربط الناس بدينهم ، والعودة إلى عقيدتهم السليمة ، فهجر الناس كثيرا من الخرفات والمعتقدات الباطلة .
-  بناء أكثر من 200 مسجد موزعة على جميع مديرية بجنور.
-  إنشاء أكثر من 100 حلقة تحفيظ للبنين والبنات.
-  تخريج 1000 طالب من قسم تحفيظ القرآن بالتجويد .
-  تخريج 894 من قسم التجويد والقراءات .
-  تخريج 350 من قسم الفضيلة.
-  تخريج 58 من قسم الإفتاء.
-  تخريج 50 من تخصص اللغة العربية .
-  تخريج 80 من قسم تدريب الأئمة.
-  تخريج 500 من المعهد الثانوي الاجتماعي العام .
-  تأليف 15 كتاب في بيات التوحيد ووجوب اتباع الكتاب والسنة ، وبيان الأحكام الفقهية.
-  توزيع أكثر من مائة ألف مابين مصاحف وكتب ونشرات تعليمة لأحكام الإسلام.









الخاتمة
    سخر الله جل ّ في علاه لهذا الدين علماء ودعاة يحفظونه ويدافعون عنه في كل مكان وزمان ، وقد كان للهند نصيب من هؤلاء الأوفياء لدينهم الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل المحافظة على هذا الدين ، وما قمت به جامعة القرآن والسنة من جهد كبير في نشر التعليم الإسلامي في ولاية بجنور ماهو إلا مثال على جهود كبيرة تبذل هنا وهناك ، وتحتاج إلى عون ومساندة .
  وهنا لابد من الإشارة إلى فضل وأهمية استقطاب النابغين من أبناء الأقليات وتعليمهم ودعمهم ، فهذا الإنجاز الكبير لجامعة القرآن والسنة بالهند هو أحد ثمار الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ‘ فمؤسس الجامعة ومديرها أحد خريجي هذه الجامعة الطيبة المباركة .
ومايميز هذه الجامعة ومعادها الحرص الشديد على المنهج العقدي الصحيح ، وعلى الوسطية السمحة ، وقد نجحت في نشر العقيدة الصحيحة بحكمة بالغة فكسبت الكثير من العلماء والدعاة ، وجمعت ولم تفرق.
   وفقهم الله وسدد خطاهم ...
                         وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



                                               الباحث
                                     عبدالرحمن بن حمود الغامدي
                         برنامج الدكتوراة المسائي بالجامعة الإسلامية



[1] فرقان مهربان المدني : جامعة القرآن والسنة الخيرية ، مركز الدراسات القرآنية والسنة النبوية ، الهند ، بجنور ، ص 9-25 بتصرف.

-----------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المراجع
1)                القرآن الكريم
2)                   سيد نجي الله : أوضاع المسلمين في الهند ، مقالة عن وقع : بوابة الهند ، 29 يناير / كانون الثاني 2007.
3)                   Staff : الهند والإسلام ، مواقع دار الإيمان الالكتروني ،  28 آذار/مارس
4)                   خورشيد أشرف إقبال الندوي : اللغة العربية في الهند عبر العصور ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ القاهرة، ط1، 2008 م.
5)                   عبيدات وآخرون : البحث العلمي مفهومه –أدواته-أساليبه-، الأردن ،دار الفكر ، 1989م  .
6)                   اللجنة العلمية : مقالة ملامح عن الهند  ،موقع دليل الإيمان الإلكتروني ، ،28 آذار/مارس 2011م.
7)                   عبد الشهيد الأزهري  : جغرافية الهند، موقع دليل الإيمان الإلكتروني ، ،28 آذار/مارس 2011م
8)                 موقع (Islammemo.com) 20 من صفر1428هـ 10-3-2007م
9)                   ويكيبيديا، الموسوعة الحرة : التعليم في الهند،
10)               عدنان علي رضا النحوي : ملحمة الإسلام في الهند ،دار النحوي للنشر والتوزيع ،ط2 ، 1415هـ.
11)              عبدالمنعم النمر : تاريخ الإسلام في الهند ، دار العهد الجديد للطباعة ، 1378م ص60. 3/530.
12)              أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري: فتوح البلدان ، دار ومكتبة الهلال- بيروت ‘  1988 م
13)              ابن الأثير الجزري: الكامل في التاريخ ، دار الكتب العلمية ، ط1 ، 1407هـ .
14)             محمود شاكر : التاريخ الاسلامي ، المكتب الاسلامي بيروت ، 1411 . 
15)              محمود السيد الدغيم : المسلمون في الهند ، مجلة البيان، العدد 238
16)              يوغيندر سيكند و عمران علي : الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمسلمين في الهند، ترجمة بوابة الهند (29 يناير / كانون الثاني 2007)
17)              أحمد بن عبد العزيز أبو عامر: المسلمون في الهند ، مجلة البيان، العدد 238
18)              مقتدي ياسين :الاقليات المسلمة  ، بحث  بعنوان  حالة اللغة العربية في الهند  اصدار  دار الندوة العالمية. المجلد 2.
19)              فرقان مهربان المدني : جامعة القرآن والسنة الخيرية ، مركز الدراسات القرآنية والسنة النبوية ، الهند ، بجنور .